أزمة لقاحات كورونا تتفاقم في أوروبا.. أسترازينيكا تخفض عدد الشحنات ودول تطالب بالتوزيع العادل

عربي بوست
تم النشر: 2021/03/13 الساعة 17:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/03/13 الساعة 17:55 بتوقيت غرينتش
اللقاح السياحي في أمريكا متوفر للجميع/ رويترز

تسبب إعلان مختبر أسترازينيكا، السبت 13 مارس/آذار 2021، خفضاً جديداً في عدد شحنات اللقاح المقدمة للاتحاد الأوروبي، في إثارة النقاش حول الجرعات التي يجب على الدول الأوروبية تسلمها، في ظل التفاوت الواضح في توزيع التطعيمات وعددها.

إذ تضررت سمعة أسترازينيكا بالفعل بعد تعليق استعمال لقاحه هذا الأسبوع في الدنمارك وآيسلندا والنرويج وبلغاريا؛ إثر رصد حالات تجلط دم خطيرة لدى أشخاص تلقوه، وفق تقرير فرانس برس، السبت 13 مارس/آذار 2021.

فيما أرجأت تايلاند حملتها للتطعيم بلقاح أسترازينيكا، وأجّلت الكونغو الديموقراطية أيضاً حملتها التي كان يفترض أن تبدأ في 15 مارس/آذار، بعد أن تلقت 1.7 مليون جرعة من هذا اللقاح. مع ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إنه "لا يوجد سبب لعدم استعمال اللقاح".

قيود على تصدير لقاح كورونا

من جانبه قال المختبر السويدي البريطاني الذي رُخّص استعمال لقاحه في التكتّل نهاية يناير/كانون الثاني: "يأسف أسترازينيكا لإعلان خفض في عمليات تسليم اللقاح ضد كوفيد-19 للاتحاد الأوروبي".

أشار إلى "القيود على تصدير" اللقاحات المصنّعة خارج الاتحاد الأوروبي لتبرير عجزه عن تسليم أكثر من مئة مليون جرعة خلال ستة أشهر تنتهي في يونيو/حزيران، بينها 70 مليون جرعة فقط من أصل 180 مليون جرعة كان يفترض أن يسلمها للاتحاد الأوروبي خلال الربع الثاني من العام.

كان المختبر قد خفّض في يناير/كانون الثاني، أهدافه للربع الأول، على خلفية مشاكل "إنتاجية" في مصنعه ببلجيكا.

فيما رفضت المفوضية الأوروبية، السبت، كشف عدد الجرعات التي ينتظر الاتحاد الأوروبي تسلمها من أسترازينيكا، مشيرة إلى مواصلتها إجراء نقاشات حول المختبر مع الدول الأعضاء.

نتيجة هذا الخفض، فإن ولاية تورينغا الألمانية التي تسجل أعلى معدل إصابات في البلاد (152.1، السبت)، ستعلق مؤقتاً برنامجاً رائداً للتطعيم بهذا اللقاح، كان يفترض أن يبدأ قبل نهاية مارس/آذار، ويستهدف خاصةً المسنين المقيمين في منازلهم.

قال وزير الصحة في الولاية هايك فيرنر (أقصى اليسار)، إنّ خفض الشحنات "غير مقبول إطلاقاً".

عشرات الآلاف من الإصابات 

من جانبها فقد تجاوزت فرنسا، الجمعة، عتبة 90 ألف وفاة، من جرّاء كورونا، وهي تأمل تطعيم أكثر من عشرة ملايين شخص بحلول منتصف أبريل/نيسان، لكن رئيس الوزراء جان كاستيكس، أظهر بعض التحفّظ، "لأن المختبرات تسبب لنا بعض المشاكل في احترام مواعيد التسليم".

فيما دعت النمسا وجمهورية تشيكيا وسلوفينيا وبلغاريا ولاتفيا، السبت، إلى إجراء نقاشات حول "التفاوتات الكبيرة" في توزيع اللقاحات بين قادة الاتحاد الأوروبي، خلال قمّة منتظرة بين 25 و26 مارس/آذار.

إذ اتهم المستشار النمساوي سيباستيان كورتز، الجمعة، دولاً من التكتل لم يسمها، بالتفاوض سراً حول "عقود" مع مختبرات.

والاتحاد الأوروبي متخلف في حملة التلقيح عن الولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة المتحدة. وتوجد انتقادات كثيرة للمفوضية التي فاوضت حول عقود اللقاحات باسم جميع الدول الأعضاء الـ27، لاسيما بسبب بطء عمليات التسليم، لكنها تأمل تلافي التأخير خلال الربع الثاني من العام، وتهدف إلى تطعيم 70% من الأوروبيين بحلول نهاية الصيف.

البلد الأكثر تضرراً

أما الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضرراً من الوباء بعد تسجيله 532.590 وفاة، فقد تلقى نحو 20% من سكانها جرعة لقاح واحدة على الأقل، واستعملت في الإجمال أكثر من 100 مليون جرعة، أي نحو 30% من إجمالي الجرعات المستعملة في العالم. وتعد تلك نتيجة رمزية مهمة تحققت في أقل من نصف المدة المتوقعة وبمعدل استعمال 2.2 مليون جرعة يومياً.

فيما رخّصت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، لقاح جونسون آند جونسون المضاد لفيروس كورونا، وصار بإمكانها توزيعه عبر آلية كوفاكس للدول ضعيفة الدخل.

علاوة على أنه من جرعة واحدة فقط، فإن من مزايا هذا اللقاح إمكانية حفظه في درجة حرارة الثلاجة العادية. وسبق للمنظمة الأممية ترخيص لقاح فايزر-بيونتيك ونسختين من لقاح أسترازينيكا-أكسفورد.

موجة ثالثة 

تخشى السلطات في دول عدة، موجة وبائية ثالثة، على غرار ألمانيا واليونان وإيطاليا، وتفرض هذه الأخيرة حجراً على عدد كبير من سكانها اعتباراً من الإثنين.

قال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، الذي تبنّت حكومته الجمعة تدابير مقيدة جديدة تمتدّ من 15 مارس/آذار وحتى 6 أبريل/نيسان، "بعد أكثر من عام على بدء الأزمة الصحية، نجد أنفسنا للأسف في مواجهة موجة جديدة من العدوى".

ينبغي للمناطق المصنّفة حمراء (أكثر من 250 إصابة جديدة أسبوعياً)، إغلاق المدارس والحانات والمطاعم، كما ستكون التنقلات فيها محدودة. وستُصنّف شبه الجزيرة كلها "حمراء" خلال عطلة عيد الفصح في 3 و4 و5 أبريل/نيسان.

وسجّلت إيطاليا، التي تجاوزت هذا الأسبوع عتبة مئة ألف وفاة من جراء الفيروس، ارتفاعاً حاداً في عدد الإصابات والوفيات المرتبطة بشكل كبير بالنسخة المتحوّرة البريطانية.

وبعدما أطلقت إيطاليا حملتها للتطعيم بزخم في أواخر ديسمبر/كانون الأول، تباطأت مذاك عمليات تسليم اللقاحات كثيراً ولم يتلقَّ سوى 1.8 مليون شخص من أصل 60 مليون نسمة، حتى يوم الجمعة، الجرعتين.

يذكر أن جائحة كوفيد-19 قد أودت بحياة 2.64 مليون شخص على الأقل في العالم منذ ظهور الفيروس نهاية  ديسمبر/كانون الأول 2019، وفق تعداد لـ"فرانس برس".

تحميل المزيد