في إعلان غير مسبوق منها، أكدت جماعة الحوثي، الجمعة 12 مارس/آذار 2021، مصرع 43 إثيوبيّاً في الحريق الذي نشب بمركز احتجاز مهاجرين في صنعاء، الأحد الماضي، وهو أول مرة تعلن فيها الجماعة رسمياً حصيلة لضحايا الواقعة، على الرغم من توجيه أصابع الاتهام إليها بالوقوف وراء هذه المأساة.
الثلاثاء 9 مارس/آذار، قال رئيس شبكة مستقبل "أوروميا" الإثيوبية للأخبار، إن نحو 450 شخصاً تُوفوا في الحال بعد إلقاء قنابل حارقة عليهم من قِبل قوات "الحوثي"، وإن 63 آخرين توفوا بعد نقلهم للمستشفيات، ما يعني أن إجمالي القتلى نحو 513.
بيان الحوثيين
نقلته وكالة أنباء "سبأ" التي تديرها الجماعة، وجاء فيه أنه "تم اليوم بصنعاء تشييع جثامين 43 من الإثيوبيين الذين توفوا في حادث الحريق المؤسف بمركز إيواء المهاجرين غير الشرعيين في العاصمة".
كما قالت الوكالة إنه "حضر التشييع، القائمُ بأعمال السفير الإثيوبي (لم تذكر اسمه)، وطاقم السفارة الإثيوبية بصنعاء، وجمع غفير من قيادة وأعضاء الجالية الإثيوبية والجاليات الإفريقية الموجودة لدى اليمن".
المصدر نفسه أورد تصريح لحسين العزي، نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين (غير معترف بها دولياً)، جاء فيه أن "التحقيقات جارية؛ لمعرفة أسباب الحادث وملابساته".
وأضاف أنه "تم إنقاذ العدد الأكبر من المهاجرين وإجلاؤهم من موقع الحريق، مروراً بإسعاف المصابين إلى المستشفيات وإيلائهم كامل الاهتمام والرعاية الصحية".
اتهامات الحكومة اليمنية
من جانبه، بعث رئيس الحكومة اليمنية، المعترف بها دولياً، معين عبدالملك، ببرقية تعزية لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي، وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، الجمعة.
عبدالملك أكد في البرقية، "ضرورة تسيير لجنة دولية للتحقيق في هذه الجريمة ومكاشفة العالم بنتائج التحقيقات"، قائلاً إن "المعلومات المتوافرة تفيد بتعمُّد أفراد من ميليشيا الحوثي افتعال الحريق".
في الصدد ذاته، قالت وزارة الخارجية اليمنية، في بيان، إن "ضحايا الحريق رفضوا الانصياع لأوامر الحوثيين لتحشيدهم بجبهات القتال في مأرب (شرق)".
وأضاف البيان أن "الميليشيات (الحوثيين) يمنعون حتى هذه اللحظة المنظمات الدولية المختصة من الوصول لمكان الجريمة"، دون مزيد من التفاصيل.
من جهتها، طالبت الحكومة اليمنية بتحقيق "دولي شفاف" في الواقعة.
قِبلة المهاجرين الصعبة
ويعد اليمن وجهةً لمهاجرين من دول القرن الإفريقي، لاسيما إثيوبيا والصومال، ويهدف العديد منهم إلى الانتقال في رحلتهم الصعبة، إلى دول الخليج، خصوصاً السعودية.
ويشهد اليمن حرباً منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
كما تظاهر عشرات اللاجئين الأفارقة، الثلاثاء، أمام مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في صنعاء؛ تنديداً بتلك الحادثة.