قالت شبكة DW الألمانية، الخميس 11 مارس/آذار 2021، إن الطلب على دورات تعلُّم اللغة العبرية وصل إلى أعلى مستوياته في الإمارات والبحرين، منذ الإعلان عن تطبيع العلاقات بين أبوظبي وتل أبيب، خاصة مع بدء توافد الإسرائيليين على دبي وأبوظبي.
الشبكة الألمانية نقلت عن مدير المعهد التعليمي العبري في دبي وأبوظبي، جوش ساميت، قوله: "لم أستطع تصديق الأمر! لقد كنت أدرّس وزراء في الحكومة ووافدين، وفجأة ظهر هذا الطلب الهائل".
"إقبال" الإماراتيين على تعلُّم اللغة العبرية
الفضول، هذا هو السبب الذي دفع مي البادي إلى تعلُّم العبرية. وتقول الإماراتية التي تعيش في دبي: "أردت أن أعرف المزيد عن شيءٍ ليس لدينا هنا"، وتابعت: "لقد سحرتني اللغة العبرية منذ أن حصلت على أصدقاء يهود في الولايات المتحدة".
لكن السبب الرئيسي لاستعدادها أخيراً لبدء دورة تدريبية، هو أصدقاؤها اليهود الذين التقتهم في دبي، وهم من الوافدين الذين دعوها إلى تناول الطعام في بيوتهم يوم الشبات، بداية عطلة نهاية الأسبوع اليهودية يوم الجمعة.
كان ذلك قبل عامٍ واحد، بعد إعلان الإمارات رسمياً أن عام 2019 هو عام التسامح، مما دفع الجالية اليهودية الصغيرة في الإمارات إلى الخروج علناً بخطط لبناء كنيس يهودي.
منذ أن وقَّعت الإمارات على اتفاقيات أبراهام مع إسرائيل في سبتمبر/أيلول الماضي، توافد الآلاف من رجال الأعمال والسياح الإسرائيليين إلى دبي. وتكيفت الفنادق مع احتياجاتهم بتقديم طعام الكوشر ووجبات ما قبل الشبات لما يصل إلى 200 شخص في المرة الواحدة.
الطلب وصل إلى أعلى مستوياته في الإمارات
في الوقت ذاته، وصل الطلب على دورات تعلُّم اللغة العبرية إلى أعلى مستوياته، وفقاً لمدير المعهد التعليمي العبري في دبي وأبوظبي، جوش ساميت.
يضم معهده الآن بضع مئات من الطلاب، غالبيتهم من المبتدئين أو المرحلة المتوسطة. ويقول ساميت إنّهم يأتون من مناحي الحياة كافة، بدءاً بالطلاب الراغبين في السفر إلى إسرائيل للدراسة، ووصولاً إلى رجال الأعمال وكهنة الكنائس والأطباء والمحامين والمرشدين السياحيين وحتى أفراد العائلة الملكية.
ينبع الطلب من الفرص التجارية التي فتحتها الاتفاقيات مع إسرائيل، إلى جانب الأعداد الهائلة من الإسرائيليين الذين من المتوقع أن يزوروا الإمارات.
مؤخراً، طلبت سلطات أبوظبي من المعهد ترجمةً عبرية لمنشور حول لقاح كوفيد-19. وفي البحرين، التي وقّعت الاتفاقية في الوقت نفسه مع الإمارات العام الماضي، ينشط المعهد بمحتواه على الإنترنت.
اللغة العبرية مغناطيسٌ يجذب الأعمال
بالنسبة للبعض، فإنّ تعلُّم اللغة العبرية يعني ببساطةٍ القدرة على الحديث ببعض الكلمات لجذب الزبائن. وقد تحدّث الزوار اليهود وغيرهم من الوافدين عن الكيفية التي تلقوا بها التحية وكيف خاطبهم البعض بالعبرية في شوارع دبي.
إذ وصف الحاخام حاييم دانزينغر، من روسيا، على "لينكد إن"، كيف صرخ فيه بائعٌ أفغاني شاب بالعبرية قائلاً: "Chaver, ma nishma"، أي "صديقي، كيف حالك؟".
بالنسبة لغالبية العرب، فليست العبرية لغةً يصعب تعلُّمها نتيجة تشابُه العديد من الكلمات والقواعد النحوية. وبعض الإماراتيين صاروا يجيدون اللغة العبرية بطلاقة ،وفقاً لستيفاني ميلر، المُدرسة الخاصة في أبوظبي التي تدرس العبرية منذ سنوات هناك وبالولايات المتحدة.
مع ميل الزبائن الجدد إلى التواصل معها بفضل التوصيات الشفهية، لم تشعر بارتفاع الطلب الكبير الذي تحدَّث عنه جوش سوميت، رغم أنها شهدت بعض الارتفاع بالطبع: "لدرجة أن المغتربين اليهود يرغبون في تعلُّم اللغة الآن، وبعض المسيحيين".
انطباعها هو أن العديد من الإماراتيين بدأوا الحصص بالأساس أملاً في توسيع شبكتهم. إذ يرغبون في التعرُّف على الأشخاص بالأماكن الصحيحة لممارسة الأعمال التجارية، ولهذا السبب يفضلون المعاهد الإسرائيلية على المدرسين الخاصين مثلها. وفي الوقت ذاته، توقّعت أن تبدأ جامعات الخليج تدريس العبرية عما قريب.