كشف فيديو صادم عن "تزوير" الشرطة الألمانية لحقائق واقعة بطلها لاجئ سوري في أحد مراكز اللجوء، بعد أن اتُّهم بالسكر وإثارة الشغب والاعتداء على عناصر الأمن، لكن الفيديو كشف عن حقائق أخرى، صدمت الرأي العام في البلاد، وفق ما ذكره موقع "DW" الألماني الجمعة 12 مارس/آذار 2021.
فقد نشرت صحيفة بيلد الألمانية على صفحتها الإلكترونية (12 مارس/آذار 2021)، تسجيلاً مصوّراً من دقيقتين و51 ثانية أثار غضباً واسعاً لدى وسائل الإعلام الألمانية ومواقع التواصل الاجتماعي، وينذر بجدل واسع حول دور الشرطة في حماية السكان.
اعتداء على لاجئ سوري
يظهر التسجيل رجلاً ممدداً على سرير الإسعاف مربوط اليدين والرّجلين، يقوم أحد المسعفين بضربه بقوة على وجهه وذلك أمام أنظار عنصرين من الشرطة.
حسب الموقع الألماني، فإن الواقعة حدثت في الثامن من فبراير/شباط الماضي في أحد مراكز إيواء اللاجئين بمدينة كاسل الواقعة في ولاية هيسن، إذ اتصلت إدارة المركز بالشرطة لطلب المساعدة للسيطرة على لاجئ سوري مخمور يقوم بأعال شغب داخل المبنى، كما تشير إلى ذلك المحاضر الرسمية.
يواصل موقع بيلد في سرد أحداث الواقعة استناداً على ما جاء في نسخة من تقرير الشرطة، ويقول: "استطاع رجال الشرطة التابعون للمركز الشرقي سريعاً من القيام بالمهمة باستخدام رذاذ الفلفل وسيطروا على المعتدي". وعند العملية واجهت قوات الأمن والإسعاف "اعتداءات بالبصق" طالت أحدهم.
الفيديو فضح عناصر الشرطة الألمانية
غير أن ما جاء في تقرير الشرطة الذي عرضه موقع بيلد، بقي منقوصاً مقارنة لما عرضه التسجيل المسرب والذي يبدو أنه التقط من جهاز شخصي. فالرجل لاجئ سوري قادم من حلب، والذي دخل ألمانيا لاجئاً منذ عام 2015 ويبلغ من العمر 32 عاماً، كان ضحية لاعتداء جسدي من قِبل أحد المسعفين، كما يظهر وبوضوح الفيديو.
بعد ذلك نقل الرجل إلى المستشفى ثم إلى مركز الشرطة حيث أمضى الليلة فيما يسمى "زنزانة الثمالة"، المخصصة للمخمورين حتى تذهب آثار الكحول من أجسامهم، ليفتح تحقيق ضد لاجئ سوري بتهمة الاعتداء على الشرطة وعناصر الإسعاف ومقاومتهم إضافة إلى القيام بأعمال شغب وتدمير آلات الإسعافات الأولية.
النيابة العامة تؤكد الاعتداء على اللاجئ السوري
في اليوم نفسه الذي فتح تحقيق ضده، توجه عمار.هـ -كما ورد اسمه في تقرير بيلد- إلى موقع آخر للشرطة وتقدم بشكوى رسمية ضد رجل الإسعاف وعنصري الشرطة اللذين شاهدا الواقعة.
في مراسلة بين الصحيفة الألمانية والنيابة العامة لمدينة هيسن، أكدت الأخيرة أن التحقيقات جارية بالفعل حول "مدى قانونية سلوك" عناصر الشرطة والإسعاف اتجاه لاجئ سوري.
عكس بيان الشرطة هيسن الذي يقول إنه "لا يمكن الجزم بعد مشاهدة الفيديو ما إذا عمار.هـ. قد أصيب بالفعل في الرأس، أم أن الضربة أصابت فقط وسادة الناقلة. على ضوء ذلك توجب وقف التحقيقات".
في المقابل، أرفق اللاجئ السوري شكايته بشهادة طبية تثبت كسراً مزدوجاً في عظم الوجنة إضافة إلى وجود لكمات في وجهه، بينما يتحدث محاميه الخاص عن "واقعة أشبه بعملية التعذيب".
ليس هذا فقط بل يقول الرجل لموقع بيلد، إنه تصرف من باب "الدفاع عن النفس" وإنه "وجّه إلى الشرطة ضربات بالأرجل وقام بالبصق عليهم لحماية نفسه".