كشفت صحيفة wall street journal الأمريكية، الخميس 11 مارس/آذار 2021، أن إسرائيل استهدفت ما لا يقل عن 12 سفينة متجهة إلى سوريا، تنقل في الغالب نفطاً إيرانياً، خشية استخدام أرباح النفط لتمويل أذرعها في الشرق الأوسط، فيما وصفه التقرير بـ"فتح جبهة جديدة في الصراع الإسرائيلي الإيراني".
تفاصيل الهجمات الإسرائيلية على ناقلات نفط إيرانية
الصحيفة الأمريكية قالت نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وإقليميين إنه منذ أواخر عام 2019، استخدمت تل أبيب أسلحة تشمل ألغاماً بحرية لضرب السفن الإيرانية أو تلك التي تحمل شحنات إيرانية في البحرين الأبيض والأحمر أثناء توجهها إلى سوريا.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن هذه الهجمات. فيما كان مسؤولون إيرانيون قد أعلنوا عن هجمات استهدفت قطعهم البحرية، في وقت سابق، وقالوا إنهم يشتبهون بتورط إسرائيل.
وكشفت تقرير الصحيفة أنه بين عشرات الهجمات على السفن التي تحمل النفط الإيراني، ثلاث منها استهدفت عام 2019، وفقاً لخبير شحن، فيما قال خبير آخر إن السفن الإيرانية استهدفت ست مرات عام 2020، وأضاف أن طهران التزمت الصمت بشأن الهجمات؛ لأن الإعلان عنها سيبدو كأنه "علامة ضعف، إذا شكت وفشلت في الرد عسكرياً".
هجمات بمباركة أمريكية
وكشف التقرير أن أحد السفن كانت راسية بالقرب من لبنان لتسليم نفط إيراني إلى سوريا استهدفها عملاء إسرائيليون بواسطة لغم، كما أضافت الصحيفة نقلاً عن مصدر مطلع أن المسؤولين الأمريكيين قدموا "دعماً ضمنياً" لمثل هذه العمليات، خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
الصحيفة قالت في ختام تقريرها إن هجوم تل أبيب على ناقلات النفط الإيرانية "يمثل بعداً جديداً في الحملة الإسرائيلية لمواجهة التموضع العسكري والاقتصادي لإيران في المنطقة".
فيما حاولت الصحيفة التواصل مع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتوجيه أسئلة للتعليق على تقريرها، إلا أن المكتب وجهها إلى الجيش الإسرائيلي، الذي رفض، هو الأخير بدوره، التعليق على أي دور إسرائيلي في هجمات على سفن إيرانية، ومن جهتهم لم يرد مسؤولون إيرانيون في بعثة الأمم المتحدة على طلب الصحيفة للتعليق على التقرير الذي أوردته.
توترات بين تل أبيب وطهران
ويأتي هذا التقرير وسط تصاعد التوترات في المنطقة آخرها كان قضية التسرّب النفطي في شواطئ فلسطين، حيث كانت كميات كبيرة من مادة القطران قد لوّثت منذ 20 شباط/فبراير الماضي، سواحل الأراضي الفلسطينية، الأمر الذي أدى إلى كارثة بيئية يؤكد الخبراء أنها الأسوأ منذ عقود وأن تبعاتها قد ستستمر لسنوات.
زاد التوتر في منطقة الخليج منذ أن أعادت الولايات المتحدة فرض العقوبات على إيران في عام 2018 بعد إعلان الرئيس الأمريكي، في ذلك الوقت، دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقع في عام 2015 بين طهران والدول الكبرى واتهمت تل أبيب إيران بالوقوف وراء الحادث، واصفةً ما حدث بأنه "إرهاب بيئي".
والجدير بالذكر أنه منذ 2018، شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية، معظمها في سوريا، ضد الجماعات المدعومة من إيران ولمنع تدفق الأسلحة.
فيما تشهد منطقة الخليج توترات مستمرة منذ أن أعادت الولايات المتحدة فرض العقوبات على إيران في عام 2018 بعد إعلان الرئيس الأمريكي، في ذلك الوقت، دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقع في عام 2015 بين طهران والدول الكبرى.