ملك الأردن يطالب بإنصاف في توزيع لقاحات كورونا: لا يمكن إغفال أي شخص حتى اللاجئين

عربي بوست
تم النشر: 2021/03/11 الساعة 08:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/03/11 الساعة 09:41 بتوقيت غرينتش
ملك الأردن، الملك عبدالله الثاني/ رويترز

ضم العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين صوته لمناشدات وكالات الأمم المتحدة التي تنادي بتحقيق الإنصاف في توزيع اللقاحات المضادة لكورونا، في ظل الحديث عن استئثار الدول الغنية بكميات كبيرة من اللقاحات، في ظل عجز تواجهه الدول الفقيرة، وحرمان شديد يعانيه اللاجئون حول العالم.   

ففي تعليق لمعهد بروكنغز الأمريكي، الأربعاء 10 مارس/آذار 2021، قال العاهل الأردني الملك عبدالله إنه لا يمكن إغفال أي شخص في جهود محاربة كورونا، مشدداً على أنَّ اللقاحات ضرورية لتجنب حدوث المزيد من المآسي ولخفض معدلات الوفيات المرتفعة في جميع أنحاء العالم.

وأشار الملك عبدالله في حديثه إلى خطوة الأردن لإدراج اللاجئين في الخطة الوطنية للاستجابة لفيروس كورونا المستجد وتوزيع اللقاحات، قائلاً: "حتى لو غابت قصص اللاجئين عن نشرات الأخبار اليومية، يجب تذكير العالم بأنَّ الأزمة لم تنتهِ بعد". 

كما أكد العاهل الأردني ضرورة دعم الوكالات الدولية التي تتصدر جهود الإغاثة، وهي منظمة الصحة العالمية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، وذلك لتمكينها من مساعدة المجتمعات الضعيفة في تجنب الآثار بعيدة المدى للوباء على الصحة وسبل العيش والتعليم والأمن الغذائي.

لقاحات للاجئين في الأردن 

يشار إلى أن أداء الأردن أفضل بكثير من جارتيها العراق وسوريا في حماية أرواح مواطنيها من وباء فيروس كورونا المستجد؛ فبالكاد سجل الأردن إصابات بـ"كوفيد-19″ في بداية الجائحة منذ عام، ولم يشهد الحليف الشرق أوسطي المهم للولايات المتحدة موجته الأولى من الوباء إلا في خريف العام الماضي. 

إلا أنه ومنذ فترة وجيزة، يعاني الأردن من تفشي موجة ثانية من الوباء، في الوقت الذي يسارع فيه لتلقيح المواطنين وكذلك اللاجئين والجاليات الأجنبية على أرضه جميعاً بدون رسوم. 

تقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنَّ اللاجئين من النزاعات المجاورة يشكلون 30% من سكان الأردن، تمكن 80% منهم من الاندماج في المجتمعات الحضرية في المملكة.

ويحصل هؤلاء اللاجئون الذين يعيشون في المجتمعات الحضرية الأردنية على اللقاح في عيادات الصحة المحلية بمعزل عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لذا لا تعرف المفوضية الأممية العدد الدقيق لمن تلقى منهم اللقاح.

أما من يعيشون في مخيمي اللجوء الرئيسية، فتعمل مفوضية اللاجئين عن قرب مع وزارة الصحة الأردنية لتطعيمهم.

خطط لدعم اللاجئين 

من جانبها، قالت رولا أمين، المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إنَّ نحو 86% من اللاجئين يعيشون في دول نامية، لذا هناك حاجة لتقديم الدعم لضمان تحصينهم ضد الفيروس؛ لأنهم من بين أكثر الفئات عرضة للخطر بين جميع السكان. 

وأضافت رولا: "لكي تتمكن هذه الدول من إدراج اللاجئين في خطط التطعيمات ومنحهم الوصول الكامل إلى هذه اللقاحات، فإنها تحتاج أيضاً إلى دعم المجتمع الدولي. فهي تحتاج إلى الدعم للتمكن من الحصول على اللقاحات، وإعطائها، وتقديم أكثر استجابة فعالة ممكنة في هذه الفترة".

ووفقاً للبيانات الأخيرة من جامعة جون هوبكنز الأمريكية، سجَّل الأردن 440 ألف إصابة وأكثر من 5000 وفاة بفيروس كورونا المستجد. وانتهى الأردن من تطعيم نحو 3% من سكانه البالغ عددهم 10 ملايين شخص. 

 أرقام صادمة 

كان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد انتقد في وقت سابق التوزيع "المتفاوت المجحف للغاية" للقاحات فيروس كورونا المستجد، مشيراً إلى أنَّ 10 دول فقط تسيطر على 75% من جميع لقاحات كورونا، مطالباً بجهود عالمية عادلة منسّقة لضمان وصول اللقاح إلى جميع الأشخاص في كل الدول بأسرع وقت ممكن. 

وقد واجهت دول  أوروبية وشركات غربية انتقادات كثيرة بسبب محاولتها احتكار لقاحات كورونا والاستحواذ على أكبر قد من الجرعات، خاصة في أوروبا والولايات المتحدة اللتين وقعتا اتفاقات لشراء ملايين الجرعات مع الشركات المنتجة للقاحات فيروس كورونا.

حيث قال غوتيريش في اجتماع رفيع المستوى لمجلس الأمن الدولي، الأربعاء 17 فبراير/شباط، إنَّ المساواة في توزيع لقاحات كورونا تُمثّل في هذه اللحظة الحرجة أكبر اختبار أخلاقي أمام المجتمع العالمي، مضيفاً أنَّ هناك 130 دولة لم تتلق أي جرعة من اللقاحات.

دعا غوتيريش إلى خطة تطعيم عالمية عاجلة تجمع بين كل من لديهم القدرة على ضمان التوزيع العادل للقاح -العلماء ومنتجو اللقاحات- والذين يمتلكون الإمكانات المالية لتمويل هذا الجهد.

وبينما يكافح المُصنّعون لزيادة إنتاج لقاحات كورونا، تشكو العديد من الدول -لاسيما الفقيرة- من عدم حصولها على أي جرعة من اللقاح، وحتى الدول الغنية تواجه نقصاً وشكاوى محلية.

فقد أخفق بالفعل برنامج "كوفاكس"، وهو مبادرة عالمية تابعة لمنظمة الصحة العالمية تهدف إلى التوزيع العادل للقاحات كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم، في تحقيق هدفه ببدء التطعيم ضد فيروس كورونا في الدول الفقيرة بالتزامن مع الدول الغنية. تقول منظمة الصحة العالمية إنَّ برنامج "كوفاكس" يحتاج إلى 5 مليارات دولار في عام 2021.

تحميل المزيد