قالت صحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 10 مارس/آذار 2021، إن الراهبة البورمية آن روز نو تونغ، ناشدت قوات الشرطة في بورما، بينما كانت تجثو على ركبتيها وتفتح ذراعيها، وتوسلت إليهم ألا يطلقوا الرصاص على الأطفال، وافتدتهم بدلاً من ذلك بروحها.
الصحيفة أوضحت أن صورة الراهبة الكاثوليكية، التي كانت ترتدي رداءها الأبيض وتتوسل لقوات الأمن أن يقتلوها إذا كان ذلك سينقذ أرواح المحتجين، حظيت بترحيب كبير حول البلاد مع استمرار الحملة الأمنية الدموية من جانب المجلس العسكري الجديد في بورما، في أعقاب انقلاب وقع الشهر الماضي.
قالت الراهبة عن لحظة مواجهتها للجنود: "جثوت على ركبتي، متوسلة إليهم ألا يطلقوا الرصاص على الأطفال وألا يعذبوهم، بل أن يطلقوا الرصاص علي وأن يقتلوني بدلاً منهم"، وفقاً لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية.
وفي حديثها أيضاً مع وكالة الأنباء الفرنسية، قالت الراهبة آن: "كانت الشرطة تلاحقهم كي تعتقلهم وكنت قلقة على الأطفال. أُصيب الأطفال بالذعر وهرعوا نحو المقدمة. لم أستطع أن أفعل أي شيء، بل كنت أدعو الله أن ينقذ الأطفال ويساعدهم. شعرت كما لو أن العالم ينهار".
أشارت أيضاً إلى أنها حاولت أن تحمل بعض الضحايا في ميتكيينا لتصطحبهم إلى المستشفى، لكن قنابل الغاز التي كانت تُلقى من خطوط الشرطة حجبت عنها الرؤية. وأضافت في حديثها مع وكالة Reuters: "صارت أرضية عيادتنا بحراً من الدماء. نحتاج أن نقدِّر قيمة الحياة. لقد أحزنني هذا للغاية".
لكن على الرغم من أن بعض الضباط جثوا بدورهم على ركبتيهم من باب الاحترام وتحدثوا مع الراهبة آن، فقد قوبلت مناشدتها بالتجاهل، وبعد لحظات من التقاط الصورة، بدأ الضباط في إمطار الحشود خلفها بالرصاص، وقتلوا أكثر من شخصين.
هذه الحادثة وقعت في مدينة ميتكيينا شمال البلاد، في وقت تستمر خلاله احتجاجات المدنيين في أنحاء بورما، وتستمر معها المطالبات باستعادة الديمقراطية في تحدٍّ للحملة القمعية التي خلّفت أكثر من 60 قتيلاً.
كذلك قُتل عشرات الأشخاص بالرصاص الحي في الأسبوع الماضي، وبرغم تصاعد حصيلة الوفيات، كان المتظاهرون يعودون إلى الشوارع يوماً بعد يوم.
وليل الإثنين – الثلاثاء 9 مارس/آذار 2021، حوصر مئات المحتجين، من بينهم الكثير من البورميات اللواتي نزلن إلى الشارع بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، لساعات في حي سانشونغ في رانغون العاصمة الاقتصادية للبلاد، ودهمت القوى الأمنية شققاً بحثاً عن متظاهرين وسُمع دوي انفجارات بانتظام.
كذلك حذرت وسائل الإعلام الرسمية من مغبة إخفاء محتجين، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، وقال أحد سكان المنطقة: "فتشت الشرطة كل المساكن، منزلاً بمنزل، وقد حضروا إلى شقتنا، لكننا لم نخف أي شخص وغادروا بعدها".
يُشار إلى أن هذه الاحتجاجات تأتي رداً على الانقلاب الذي أطاح بزعيمة البلاد السابقة أونغ سان سو تشي، ونفذه الجيش الذي يواجه المحتجين بعنف منذ وصوله إلى السلطة في بداية فبراير/شباط الماضي.