اقترح تشانغ هونغوي، النائب في البرلمان الوطني الصيني، خفض سنوات التعليم الحكومي الإلزامي إلى 10 سنوات فقط، للمساعدة في مواجهة الانخفاض الكبير في الإنجاب بالدولة، والذي يضعها أمام أزمة ديموغرافية وشيكة.
تراجع المواليد في الصين
هونغوي، الذي يرأس أيضاً شركة تكنولوجية في مقاطعة قوانغدونغ الجنوبية، قال إن خفض فترة التعليم الإجبارية، من 12 سنة حالياً، سيسمح للناس بدخول سوق العمل في سن مبكرة؛ مما قد يجعلهم أكثر ميلاً للزواج والإنجاب، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، 8 مارس/آذار 2021.
يأتي هذا المقترح، بعدما تهاوى معدل الإنجاب في الصين إلى أدنى مستوياته في السنوات الأخيرة، عقب عقود من سياسات تنظيم النسل المُشدَّدة التي تتبعها الدولة، ومع تفاقم هذا التراجع نتيجة الوباء، تواجه الدولة آفاق مساعدة شعب مُسِنّ وقوة عمالة منكمشة.
وفقاً لتقرير من المكتب الوطني للإحصاء، نُشر في يناير/كانون الثاني 2021، وتناولته صحيفة The Guardian البريطانية، فقد كان هناك 14.6 مليون مولود جديد بالصين في عام 2019، في انخفاض بمقدار نصف مليون مولود مقارنة بعام 2018.
اعتُبر ذلك استمراراً لانخفاض عدد المواليد للعام الثالث على التوالي، حيث كان ذلك أقل عدد خلال سبعة عقود، باستثناء عام 1961، العام الأخير في المجاعة التي خلفت عشرات الملايين من الوفيات.
تشانغ قال إنه "يمكن أن تسهم فترة أقل من التعليم الأساسي في تخفيف الأعباء الأسرية ومشكلة الشيخوخة، وتُعزز القوى العاملة".
كذلك أشار النائب إلى أنه بموجب القوانين الحالية "إذا التحق شخص بمؤسسة للدراسات الجامعية، وواجه صعوبات في التوظيف، فسيكون في عمر الثلاثين تقريباً حين يجد وظيفة مناسبة. وإذا كانت امرأة، وفي ظل سن التقاعد الحالي وهو 55 عاماً، فقد تمضي وقتاً في الدراسة أكثر من السنوات التي ستقضيها في سوق العمل".
تشانغ أضاف أنه "حين يستغرق التعليم سنوات طويلة، يؤخر الدخول إلى سوق العمل؛ مما ينتج عنه مشكلات اجتماعية مثل تكاليف تعليم عالية وتأخير الزواج والإنجاب، وتسريع شيخوخة السكان"، واقترح خفض سنوات التعليم الابتدائي والثانوي لخمس سنوات لكل مرحلة.
يأتي ذلك بينما تُلزِم الصين طلابها بقضاء 6 سنوات في التعليم الابتدائي من سن السادسة، و6 سنوات أخرى في التعليم الثانوي.
اقتراحات مشابهة
كان مو يان، الروائي الصيني الذي فاز بجائزة نوبل في الأدب في 2012، قد قدَّم اقتراحاً مشابهاً في 2016، لمواجهة تراجع المواليد في الصين لكن هدفه كان تغيير النظام التعليمي بعيداً عن الثقافة القائمة على الاختبارات.
بعدها بعامين، اقترح جيمس ليانغ، مؤسس شركة السفريات الإلكترونية Ctrip.com، خفض سنوات الدراسة حتى "يتسنى للسيدات التخرج أسرع؛ ومن ثم يتوفر لهن المزيد من الوقت لإنجاب الأطفال أو التقدم في مسيرتهن المهنية".
بيد أنَّ بعض خبراء التعليم أشاروا إلى أنَّ سنوات أقل من التعليم لن يعالج المشكلات الديموغرافية، ويحتجون بأنَّ التنافس الشديد على التعليم العالي سيظل موجوداً؛ مما يعني أنَّ الطلبة البارعين سيقضون وقتاً أطول في الدراسة خلال أوقاتهم الخاصة وعلى حساب عائلاتهم لتحسين فرصهم في الالتحاق بالجامعة المرغوبة.
ويقول الخبراء الديموغرافيون عن تراجع المواليد في الصين إن تعداد السكان سيبدأ في التضاؤل بالعقد القادم، وبحلول عام 2050، سيمثِّل الأشخاص فوق 60 عاماً ثُلث تعداد السكان، وفقاً لصحيفة The Guardian.
سيمثّل ذلك عبئاً على الخدمات العامة وكذلك على أبنائهم، الذين يُعتبر أكثرهم أبناء وحيدين، والذين سيتحملون العبء الأكبر في العناية بوالديهم المسنين.