في خطوة جديدة رفضت المحكمة العليا الأمريكية، الإثنين 8 مارس/آذار 2021، نظر آخر قضية من ثلاثٍ رفعَها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ليطعن بها على خسارته الانتخابات، مما يضع نهاية لمساعيه القضائية غير المُجدية للتشبُّث بالسلطة.
إذ رفضت المحكمة دون تعليق، طعن ترامب في آلاف من أصوات الغائبين بولاية ويسكونسن، وهي ولاية حاسمة خسرها رجل الأعمال الجمهوري الذي تحوَّل إلى سياسي، لصالح الديمقراطي جو بايدن، بأكثر من 20 ألف صوت. وأصبح بايدن رئيساً في 20 يناير/كانون الثاني.
آخر طعن قدَّمه ترامب للمحكمة
كان هذا آخرَ طعن من ثلاثة قدَّمها للمحكمة العليا قرب نهاية رئاسته، وانتهى الأمر بالمحكمة برفض نظرها جميعاً. ورفضت المحكمة، في 22 فبراير/شباط 2021، طعنين آخرين لترامب، أحدهما في ويسكونسن أيضاً والآخر يتعلق بالتصويت في بنسلفانيا، وهي ولاية محورية أخرى خسرها ترامب كذلك. وسبق أن أصدرت محاكم أقل درجة، أحكاماً في غير صالح ترامب في القضايا الثلاث.
كان من الواضح بالفعل أن المحكمة العليا، التي تضم ثلاثة قضاة عيَّنهم ترامب، لم تكن لديها نية التدخل في القضايا وغيرها رفعها حلفاؤه، لأنها لم تتحرك قبل إقرار الكونغرس فوز بايدن، في السادس من يناير/كانون الثاني. وقطع عمليةَ التصديق الرسمية اقتحامُ غوغاء من أنصار ترامب مبنى الكونغرس.
تلميح لترامب بخصوص الانتخابات
كان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قد عاد من جديد للتلميح، يوم الأحد، إلى احتمال خوضه انتخابات الرئاسة المقبلة عام 2024، كما هاجم الرئيسَ جو بايدن، وكرر مزاعمه الزائفة بفوزه بانتخابات 2020، وذلك في أول ظهور كبير له منذ مغادرته البيت الأبيض قبل نحو ستة أسابيع.
إذ تعهد ترامب، في كلمة أمام مؤتمر العمل السياسي المحافظ في أورلاندو بولاية فلوريدا، بمساعدة الجمهوريين في السعي لاستعادة الأغلبية، التي خسروها خلال رئاسته، بمجلسي النواب والشيوخ، خلال انتخابات الكونغرس، العام المقبل، كما قدَّم نفسه مرشحاً محتملاً للانتخابات الرئاسية المقبلة.
قال ترامب: "بمساعدتكم، سنستردُّ مجلس النواب، وسنفوز بمجلس الشيوخ ثم سينجح رئيس جمهوري في تحقيق عودة مظفرة إلى البيت الأبيض". وأضاف مبتسماً: "أتساءل: من سيكون (هذا الرئيس)؟ من سيكون؟".
لا يبدو أن ابتعاد ترامب عن واشنطن قد بدد غضبه من بعض الجمهوريين الذين صوتوا لمساءلته، في محاولة باءت بالفشل في الكونغرس؛ لتحميله مسؤولية التحريض على هجوم مُميت على مبنى الكونغرس في السادس من يناير/كانون الثاني.
كما ذكر ترامب بعضهم بالاسم، ومنهم عضوا مجلس الشيوخ ميت رومني وبات تومي، وعضوا مجلس النواب آدم كينزنجر وليز تشيني، وأشار إلى أنه سيدعم المرشحين الذين سينافسونهم في انتخابات الحزب. وقال: "تخلَّصوا منهم جميعاً".
أكاذيب الانتخابات
كما كرر الرئيس السابق أكاذيبه بأنه لم يخسر انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني أمام بايدن، ووجَّه انتقادات لاذعة للرئيس الديمقراطي. وقال: "لقد خسروا البيت الأبيض… لكن من يعرف؟ ربما أقرر أن أهزمهم مرة ثالثة".
إذ قضى ترامب وحلفاؤه شهرين ينكرون الهزيمة في الانتخابات ويزعمون، دون أدلة، أنها شهدت تزويراً واسع النطاق إلى أن اقتحم أنصاره مبنى الكونغرس في السادس من يناير/كانون الثاني؛ لعرقلة التصديق على فوز بايدن.
فيما اندلعت حرب داخل الحزب الجمهوري، حيث سعى البعض، ومنهم زعيم الأقلية بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، إلى طي صفحة ترامب، في حين أكد آخرون، ومنهم لينزي غراهام، أن مستقبل الحزب يتوقف على طاقة القاعدة المؤيدة لترامب.
ترامب أعلن كذلك، أن الحزب الجمهوري مُتَّحد خلفه، مؤكداً أن المعارضة تأتي من "حفنة من المأجورين السياسيين في واشنطن".
كما أكد الرئيس السابق أنه لا يعتزم تأسيس حزب ثالث، وهي فكرةٌ بحثها مع مستشاريه خلال الشهرين الماضيين.