قالت صحيفة The Independent البريطانية، السبت 7 مارس/آذار 2021، إن إسبانيا تعتزم إعدام أكثر من 850 رأس ماشية بعد أن أمضت نحو شهرين "مأساويَّين" عالقةً على متن قاربٍ في البحر المتوسِّط.
فقد كان من المفترض أن يتم تصدير الحيوانات من إسبانيا إلى تركيا، إلا أن أنقرة رفضت السماح بتفريغ الحمولة بسبب مخاوف من إصابتها بفيروس اللسان الأزرق، وهو مرضٌ يسبِّب العرج والنزيف.
يذكر أن تلك الماشية غادرت ميناء قرطاجة الإسباني في منتصف ديسمبر/كانون الأول 2020 على متن سفينة The Karim Allah المملوكة لشركة Khalifeh Livestock Trading وتديرها شركة Talia Shipping Line للشحن، وكلتاهما تقع في لبنان، في حين أنَّ الماشية مملوكة لطرف ثالث.
عالقة في البحر
فيما عادت السفينة لاحقاً إلى قرطاجة في 22 فبراير/شباط الماضي، بعد أن رفضت دولٌ أخرى، مثل ليبيا، قبول الشحنة.
في الوقت الذي ذكرت وسائل إعلام إسبانية أنه كان من المقرر إعدام الحيوانات في الموقع والتخلص من الجثث، أشار قبطان القارب نبيل محمد إلى نفوق 22 عجلاً من أصل 895 كانت على متن القارب، وتم إلقاء النافقين في البحر.
في حديثه عن المحنة التي عاشتها الماشية، قال محمد لصحيفة El Pais الإسبانية: "يمكنني شرح الأمر. لقد انخرطت في هذا العمل طيلة 25 عاماً، ولم يحدث لي شيءٌ مثل هذا من قبل قط. لا أفهم أيُّ شيء. لقد كان الأمر صعباً للغاية".
لكن وزارة الزراعة الإسبانية قالت إنه يجب ذبح هذه الماشية، لأنها لم تعد صالحة للنقل إلى بلد آخر، وذلك بعد تفتيشها من قِبل الأطباء البيطريين.
بينما تساءلت جماعات حقوق الإنسان عن مدى جودة العناية بالماشية، ووصفت سيلفيا باركيرو، مديرة منظمة Igualdad Animal غير الحكومية، عبورها بأنه "مأساوي"، مضيفة: "ماذا حدث للنفايات التي تُخرِجها الماشية لمدة شهرين؟، نحن على يقينٍ بأنها في ظروفٍ صحية غير مقبولة".
خطأ في أوراق حكومية وضع السفينة في أزمة
يشار إلى أن مدير السفينة اتهم مسؤولين في إسبانيا بعدم الاستجابة لاستغاثاته، وتهديده بقتل القطيع إذا دخلت السفينة إلى الدولة، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية الخميس 25 فبراير/شباط 2021.
حسب تصريح مدير سفينة The Karim Allah لصحيفة The Guardian، أدى خطأ في أوراق الحكومة الإسبانية المُتعَلِّقَة بصحة الحيوانات بتركيا إلى رفض الماشية، خوفاً من احتمال إصابتها بوباء اللسان الأزرق.
من جانبه، نوّه ميكيل ماسرامون، محامي شركة Talia للشحن، إلى أن المستندات القانونية، التي تلقاها من هيئة صحة الحيوان الإسبانية، تنص على أنَّ تكلفة ذبح الماشية التي تدخل مرة أخرى إلى إسبانيا في هذه الحالة يجب أن تتحملها الشركات المعنية.
فيما يُقدِّر ماسرامون تكلفة الذبح والتخلص من أجساد القطيع بأكثر من مليون يورو (1.2 مليون دولار أمريكي)، منوهاً إلى أنه "يُضَاف لهذا المبلغ الخسائر التي تكبَّدتها (الشركة) بالفعل بسبب غرامات التأخير غير المدفوعة [رسوم مُستَحقَّة الدفع لمالك السفينة المُستَأجَرة عند عدم تحميل أو تفريغ السفينة في الإطار الزمني المُتفَق عليه] والنفقات التي نقدرها الآن بمليون يورو أخرى".