في ظروف غامضة، قُتل، الأحد 7 مارس/آذار 2021، ثلاثة صيادين فلسطينيين قبالة شواطئ قطاع غزة، إثر سقوط صاروخ على قاربهم، قال مسؤول نقابي إنه "مجهول المصدر".
فيما أثارت الواقعة حالة الحزن لأقارب الصيادين الثلاثة في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
حيث أفاد نزار عيّاش، نقيب الصيادين الفلسطينيين بأن "صاروخاً سقط على قارب الصيادين الثلاثة، في عرض البحر المتوسط قبالة شواطئ جنوبي قطاع غزة، ما أدى إلى استشهادهم"، مشيراً إلى أن "الصاروخ لم يعرف مصدره بعد".
بدوره، أعلن إياد البزم، المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة (تديرها حركة حماس)، في بيان مقتضب، أنهم يحققون في "حادث استشهاد ثلاثة صيادين إثر انفجار بمركبهم قبالة شاطئ مدينة خان يونس، صباح الأحد"، دون مزيد من التفاصيل.
جيش الاحتلال الإسرائيلي ينفي
في المقابل نفى الجيش الإسرائيلي تورطه في الحادث.
كانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قد نقلت عن مصادر في الجيش قولها إن البحرية الإسرائيلية ليست ضالعة في الحادث، وكانت سفنها وقطعها الحربية على بعد عشرات الكيلومترات من مكان وقوعه.
كما نقلت قناة "كان" الرسمية عن جيش الاحتلال الإسرائيلي قوله إنه لم يحدث إطلاق نار من جانبه، وإن الحديث يدور عن "حادث داخلي"، ربما ناجم عن عطل ما.
يشار إلى أن صيادين فلسطينيَين أُصيبا، يوم الجمعة 5 مارس/آذار 2021، برصاص أطلقته قوات سلاح البحرية الإسرائيلي، أثناء عملهما في صيد الأسماك قبالة شاطئ قطاع غزة.
فقد لفت زكريا بكر، مدير لجان الصيادين في مؤسسة لجان العمل الزراعي بغزة (غير حكومية)، إلى أن إطلاق النار الإسرائيلي تسبب في "تدمير محرك القارب الذي كانوا على متنه".
لكن لم يصدر أي تعقيب من الجيش الإسرائيلي حول الحادث.
انتهاكات وجرائم إسرائيلية
كما أن قوة بحرية إسرائيلية كانت قد فتحت النار، في 22 فبراير/شباط الماضي، تجاه قارب فلسطيني أمام سواحل قطاع غزة.
حينها أطلق زورق إسرائيلي النار على القارب وقام بإغراقه قبالة مدينة خان يونس، بزعم أنه شكل تهديداً (لم يحدده)، دون أن يسفر الحادث عن خسائر في الأرواح، بحسب "يديعوت أحرونوت".
بحسب مسؤولين فلسطينيين، تُطلق قوات البحرية الإسرائيلية بشكل متكرر نيران أسلحتها تجاه مراكب الصيادين، وتُصيب وتعتقل عدداً منهم، فضلاً عن أنها تحاربهم في قوت يومهم بشكل متكرر.
إذ تفرض إسرائيل قيوداً مشددة على عمل الصيادين قبالة ساحل بحر غزة بدعوى مكافحة محاولات التهريب عبر البحر ضمن حصارها البري والبحري والجوي المفروض على القطاع منذ منتصف العام 2007.
فضلاً عن الانتهاكات التي تمارسها إسرائيل بحق صيادي غزة، تقوم السلطات المصرية كذلك بالتضييق على بعضهم، حيث تم تسجيل بعض الانتهاكات التي يمارسها الجيش المصري ضد هؤلاء الصيادين.
آخر تلك الوقائع التي ارتكبها الجيش المصري في سبتمبر/أيلول 2020، إذ قتل صيادين شقيقين، وأصاب شقيقهما الثالث قرب الحدود البحرية مع مصر.
جدير بالذكر أن عدد الصيادين في غزة يبلغ نحو 3 آلاف و800 صياد يعملون على ما يزيد على 700 مركب، فيما يعتاش من صيد وبيع الأسماك نحو 70 ألف نسمة، وفقاً لإحصائيات فلسطينية رسمية.