كشف مصدر سعودي مقرب من العائلة الملكية لقناة إسرائيلية، الخميس 4 مارس/آذار 2021، أن الرياض تتخوف من الهزيمة المحتملة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الانتخابات البرلمانية القريبة، وهو ما تعتبره السعودية خسارة للشخص الذي تعتبره الذي "رأس الحربة" في مواجهة إيران.
قناة i24 News الإسرائيلية نقلت عن المصدر السعودي تأكيده أنَّ الرياض تتابع عن قرب الحملة الانتخابية في إسرائيل وتأمل ألا يُزَاح نتنياهو عن سدة الحكم في التصويت المقرر إجراؤه في 23 مارس/آذار.
ونقلت القناة عن المصدر قوله: "العائلة الملكية السعودية لا تفضل نتنياهو فقط، بل يحبونه أيضاً. فلديه الكاريزما المطلوبة، ويعرف جيداً ما يفعل".
وقال المصدر السعودي كذلك إنَّ السعودية تعتبر نتنياهو "رأس الحربة ضد إيران"، مشيراً إلى أنه على الرغم من أهمية نتيناهو، فإنَّ المسؤولين السعوديين لن يتطرقوا إلى هذا الأمر علناً أو يتدخلوا في الانتخابات الإسرائيلية.
السعودية تخشى فوز لبيد
موقع Middle East Eye البريطاني أشار في إطار تناوله لهذا الخبر للعلاقة التي تعززت بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل في الأشهر الأخيرة، وذلك تزامناً مع توقيع كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب اتفاقيات تطبيع مع تل أبيب برعاية الولايات المتحدة.
حيث أجرى نتنياهو زيارة سرية إلى السعودية، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، التقى فيها مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الأمريكي آنذاك مايك بومبيو.
بحسب الموقع، تشعر السعودية بالقلق من منافس نتنياهو، يائير لبيد، رئيس حزب يش عتيد (هناك مستقبل) الوسطي. وهي تخشى أنه قد يكون أكثر ميلاً للانخراط مع إيران والرضوخ لتحولات السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه الصين وآسيا؛ مما يقلل من عدد الموظفين الأمريكيين المخصصين للشرق الأوسط.
بدورها، تتخوف السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة من منافسي حزبي الليكود "الأمل الجديد" و"يمينا"، وهي تعتبرهما أكثر يمينية وتطرفاً في آرائهما السياسية من نتنياهو.
وتعتقد السلطة الفلسطينية أنَّ حكومة برئاسة حزبي "يمينا" و"الأمل الجديد" يمكن أن تُسرِع ضم مناطق واسعة من الضفة الغربية ووادي الأردن؛ مما يجعل عقد أية محادثات سلام وتحقيق حل الدولتين أبعد منالاً.
انتخابات صعبة
وتشهد إسرائيل خلال هذه الأيام حملة انتخابية للكنيست الإسرائيلي بعد إغلاق لجنة الانتخابات المركزية باب الترشح، إذ قدمت 39 حزباً قوائمها لانتخابات الكنيست الـ24 التي ستجرى يوم 23 مارس/آذار المقبل، لتكون الانتخابات الرابعة خلال عامين.
تتمحور هذه الانتخابات حول شخص رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يواجه محاكمة بتهم فساد وخيانة الأمانة، وتتميز بمنافسة داخل معسكر اليمين لاستبداله مع الإبقاء على حكم اليمين.
وتغيب عن المشهد السياسي والحزبي الإسرائيلي أي احتمالات لمعسكر المركز واليسار الصهيوني لإحداث انقلاب واستبدال حكم اليمين، الذي يهيمن على الحكم منذ عام 2009.