وصفته بـ”الهجوم الإرهابي”.. إسرائيل تتهم إيران بالوقوف خلف تسرب نفطي أدى لكارثة بيئية بسواحلها

عربي بوست
تم النشر: 2021/03/04 الساعة 05:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/03/04 الساعة 16:39 بتوقيت غرينتش
صورة من القطران الذي غطى الشواطئ الفلسطينية المحتلة - رويترز

اتهمت وزيرة حماية البيئة الإسرائيلية جيلا جملئيل، ‬‬‬‬الأربعاء 3 مارس/آذار 2021، إيران بالوقوف وراء حادث التسرب النفطي الذي وقع مؤخراً قبالة شواطئ الأراضي الفلسطينية المحتلة على البحر الأبيض المتوسط،  واصفة ما حدث بأنه "إرهاب بيئي".

وكانت كميات كبيرة من مادة القطران قد لوثت منذ 20 شباط/فبراير الماضي، سواحل الأراضي الفلسطينية، الأمر الذي أدى إلى كارثة بيئية يؤكد الخبراء أنها الأسوأ منذ عقود وأن تبعاتها قد ستستمر لسنوات.

"إرهاب بيئي"

وفي إفادة للصحفيين، قالت جملئيل إن السفينة التي تسببت في التسرب مملوكة لليبيين وأبحرت من إيران عبر الخليج دون اتصال عبر موجات اللاسلكي، ثم مرت عبر قناة السويس.

أضافت كذلك أن السفينة، وهي ناقلة نفط تحمل اسم إميرالد وترفع علم بنما، دخلت المياه الإسرائيلية في شرق البحر المتوسط ثم أغلقت الاتصال اللاسلكي مرة أخرى ليوم كامل تقريباً، ولوثت البحر بين الأول والثاني من فبراير/شباط 2021.

وقالت إن السفينة واصلت رحلتها من هناك إلى سوريا، حاملة شحنة مقرصنة من إيران، مضيفة القول: "إيران (تمارس) الإرهاب بالإضرار بالبيئة، وعندما تضر إيران بالبيئة فهي لا تضر بدولة إسرائيل فقط".

وعرضت الوزارة ما قالت إنها "أدلة ظرفية" قوية على أن هذه السفينة مسؤولة عن التسرب، رغم أنها لا تملك "أدلة جنائية". وقالت إنها تستبعد أيضاً أي مصدر آخر.

بحسب وكالة رويترز، فلم يصدر تعليق فوري من إيران.

وقالت الشركة الوطنية العامة للنقل البحري التي تمتلكها ليبيا إنها كانت تملك السفينة، التي ذكرتها الوزيرة الإسرائيلية، لكنها باعتها في مزاد في ديسمبر/كانون الأول 2020.

ووفقاً لقاعدة بيانات إكواسيس للشحن، فإن شركة إميرالد مارين المحدودة، وهي شركة مقرها جزر مارشال، اشترت السفينة. ولم يتسن لرويترز الوصول إلى الشركة بعد للتحقيق.

وقد يزيد الاتهام التوتر بين إسرائيل وإيران. كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اتهم إيران هذا الأسبوع بالمسؤولية عن انفجار في سفينة مملوكة لإسرائيليين في خليج عمان الأسبوع الماضي، وهو ما نفته طهران.

تصريح سياسي 

من جانبها، ذكرت صحيفة "هآرتس"، الأربعاء، أن الجيش وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لم يطّلعوا مسبقاً على مزاعم وزيرة حماية البيئة حول "تورط إيراني – ليبي محتمل" في الكارثة البيئية.

وكشفت الصحيفة، وفقاً لوسائل إعلام فلسطينية، أن نتائج التحقيق التي أعلنتها جمليئيل كانت مُفاجئة لأجهزة الأمن الإسرائيلية التي لم تشارك في التحقيق.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في وزارة حماية البيئة قولهم إنه "التقديرات تشير بدرجة عالية جداً إلى أن الحادثة لا تتعلق باعتداء بيئي أو إرهاب بيئي".

وشددت الصحيفة على أن الجهات الحكومية لم تتوجه لسلاح البحرية التابع للجيش الإسرائيلي أو أي جهة استخباراتية أخرى للمشاركة في التحقيق.

كما نقلت عن مسؤولين في الأجهزة الأمنية تعبيرهم عن استيائهم من "إعلان رسمي عن حادث إرهابي دون إطلاع أي جهة أمنية على الموضوع، والإعلان عن هجوم إرهابي بواسطة وزارة حماية البيئة".

حجم أضرار الكارثة

وتشير تقديرات وزارة حماية البيئة الإسرائيلية إلى أن كمية تتراوح بين عشرات ومئات الأطنان من القطران تسربت إلى المناطق الساحلية، وأدت إلى تلوث شريط بطول 160- 170 كيلومتراً من شواطئ البلاد على البحر المتوسط بمادة القطران من رأس الناقورة شمالاً إلى عسقلان جنوباً.

وأبلغت هيئة الطبيعة والمتنزهات الإسرائيلية عن إصابة عشرات الحيوانات بالقطران جرفت إلى الشواطئ. فيما يقدر الخبراء أن تنظيف الشواطئ من تبعات الكارثة سيستغرق بضعة أسابيع على الأقل.

وعثر على مادة القطران في 16 منطقة على ساحل البحر بما في ذلك عكا وتل أبيب، ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول في سلطة الطبيعة والحدائق التابعة لوزارة حماية البيئة قوله إن الحديث يدور عن أسوأ كارثة بيئية تتعرض لها إسرائيل خلال العشرين عاماً الأخيرة.

تحميل المزيد