قالت منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول)، أمس الأربعاء 3 مارس/آذار 2021، إن قوات الشرطة في الصين وجنوب إفريقيا صادرت آلاف الجرعات المزيفة من لقاحات فيروس كورونا، محذرةً في الوقت نفسه من أن هذا لا يشكّل سوى "غيضٍ من فيض" الجرائم المتعلقة باللقاحات، وفقاً لما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
الإنتربول يدق ناقوس الخطر بسبب لقاحات كورونا المزيفة
الإنتربول، الذي يقع مقره في ليون، قال إن السلطات قد عثرت على 400 قارورة -ما يعادل نحو 2400 جرعة- تحتوي على لقاحات مزيفة في مستودع يقع في جيرميستون المتاخمة لمدينة جوهانسبرغ في جنوب إفريقيا، حيث صادر الضباط أيضاً كميات من الأقنعة المزيفة واعتقلوا ثلاثة أفراد صينيين ومواطناً زامبياً.
وفي الصين، نجحت الشرطة الصينية في ضبط شبكة تبيع لقاحات مزيفة ضمن تحقيقات دعمها فيها الإنتربول الدولي، الذي يضم في عضويته 194 دولة، وأضاف بيان الإنتربول أن القوات داهمت منشآت التصنيع، ما أسفر عن اعتقال نحو 80 مشتبهاً به، وصادرت أكثر من 3 آلاف لقاح مزيف في موقع الضبط.
وكان الإنتربول قد أصدر في وقت سابق من هذا العام "الإشعار البرتقالي" تحذيراً للسلطات في جميع أنحاء العالم، وتنبيهاً لها إلى ضرورة الاستعداد لشبكات الجريمة المنظمة التي ستعمل على الاستفادة من ازمة لقاحات كورونا، سواء على المستوى المادي أو عبر الإنترنت.
فيما قال الأمين العام للإنتربول، يورغن ستوك: "في الوقت الذي نرحب فيه بهذه النتيجة، يجدر بنا الانتباه إلى أن ما كشف عنه ليس إلا غيضاً من فيض الجرائم المتعلقة بلقاح كورونا"، مضيفاً أنه بالإضافة إلى الاعتقالات في جنوب إفريقيا والصين، فإنه تلقى أيضاً تقارير أخرى عن توزيع لقاحات مزيفة ومحاولات احتيال تستهدف هيئات صحية مثل دور رعاية المسنين.
ولفتت المنظمة إلى عدم وجود لقاحات معتمدة مصرح ببيعها عبر الإنترنت، مشيرة إلى أن "أي لقاح يُعلن عنه على مواقع الويب أو الويب المظلم (Dark Web) لن يكون شرعياً ولا خضع للاختبارات المطلوبة، وقد ينطوي على خطر كبير".
يُذكر أن ستوك كان قد حذّر في ديسمبر/كانون الأول في مقابلة مع مجلة Wirtschaftswoche الأسبوعية الألمانية من ارتفاع حاد في معدلات الجريمة المرتبطة بلقاحات كورونا بعد بدء طرحها، وشمل ذلك السرقات واقتحام المستودعات والهجمات على شحنات نقل اللقاح.
عصابة متورطة في الصين
وفي وقت سابق، ألقت الشرطة في الصين القبض على عصابة مؤلفة من أكثر من 80 شخصاً كانوا يصنعون لقاحاً مزيفاً لكورونا ويتاجرون به، إذ كانت العصابة تعبئ منذ سبتمبر/أيلول الماضي مياهاً مالحة في قوارير وتبيعها على أنها لقاحات كوفيد-19، وفق وكالة شينخوا الرسمية للأنباء.
وكالة الأنباء الفرنسية قالت نقلاً عن الوكالة الصينية إن الشرطة داهمت عدة مواقع في أنحاء بكين، وفي مدن عدة في منطقتي جيانغسو وشاندونغ في شرق البلاد، وضبطت فيها "أكثر من ثلاثة آلاف لقاح مزيف لفيروس كوفيد-19".
فيما لم يكشف عن عدد اللقاحات المبيعة، لكن الشرطة تمكنت من تعقب الأماكن التي وصلت إليها.
يأتي هذا في وقت تسابق فيه الصين الزمن لتلقيح الملايين قبل عطلة رأس السنة القمرية، في منتصف فبراير/شباط، ومع تكثيف الصين حملة التلقيح، أكدت السلطات بشكل متكرر سلامة لقاحها وفاعليته، رغم عدم إصدارها أي بيانات عن التجارب السريرية.
تحذيرات من اللقاحات المزيفة
كما حذرت منظمة الشرطة الجنائية الدولية "الإنتربول" ووكالة تطبيق القانون الأوروبية "اليوروبول" في وقت سابق من انتشار لقاحات كورونا وهمية وزائفة في الأسواق السوداء على الإنترنت، يمكن لها أن تفتك بصحة مستعمليها، وذلك بعد أن تم رصد عدد كبير منها مطروح للبيع على الإنترنت وبأسعار تتراوح بين 250 دولاراً و750 دولاراً.
وجاء هذا التحذير بعد أيام قليلة من تحذير مماثل أطلقته الصين، وذلك بعد أن أكدت بكين أن الآلاف من اللقاحات غير الموثوقة تباع في السوق السوداء وبأسعار كبيرة، قد تصل إلى ضعف ثمنها الحقيقي بـ20 مرة.