خطوات إيجابية بين طهران والغرب.. إشارات إيرانية “مشجعة” للحوار، ودول تلغي قراراً أمريكياً ينتقدها

عربي بوست
تم النشر: 2021/03/04 الساعة 12:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/03/04 الساعة 12:54 بتوقيت غرينتش
بايدن، والمرشد الإيراني علي خامنئي - عربي بوست

أعطت إيران إشارات مشجعة في الأيام القليلة الماضية بشأن استئناف الدبلوماسية النووية وبدء محادثات غير رسمية، وفق ما ذكرته وكالة رويترز الخميس 4 مارس/آذار 2021، نقلاً عن دبلوماسي فرنسي، ويتزامن ذلك مع قرار أوروبي بإلغاء مشروع قرار أمريكي ينتقد طهران.

إذ كانت القوى الأوروبية وجميعها أطراف في الاتفاق النووي المبرم عام 2015، تسعى لكي يتبنى مجلس محافظي الوكالة التابعة للأمم المتحدة الذي يضم 35 دولة، قراراً خلال اجتماعه ربع السنوي هذا الأسبوع يعبر عن القلق إزاء انتهاكات إيران الأخيرة للاتفاق ويطالبها بالتراجع عنها.

إلغاء مشروع قرار أمريكي ينتقد إيران

قال دبلوماسيون، الخميس، إن بريطانيا وفرنسا وألمانيا ألغت تقديم مشروع قرار تدعمه الولايات المتحدة ينتقد إيران بسبب تقليصها التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى اجتماع مجلس محافظي الوكالة، وسط مخاوف تتعلق بجهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني.

يأتي ذلك بينما لم تقبل إيران احتمال انتقادها وهددت بإنهاء اتفاقية وقعتها مؤخراً مع الوكالة تحد من تأثير أحدث تحركاتها وتُمكّن الوكالة من مراقبة منشآتها والاستمرار في ترتيبات محددة لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر.

فيما قال ثلاثة دبلوماسيون، يتابعون نشاط وكالة الطاقة الذرية عن كثب، إن الدول الأوروبية الثلاث ألغت خططها لتقديم مشروع القرار.

أحد الدبلوماسيين من دولة في المجلس متشككة بشأن القرار المقترح، قال: "صوت العقل بدأ يسود". وعبّرت دول أخرى عن قلقها من أن صدور قرار سيقوّض محاولات إنقاذ الاتفاق النووي.

فرصة أخرى أمام طهران لمعالجة مخاوف الغرب

عبّر مشروع القرار الأوروبي، الذي جرى تداوله في وقت سابق هذا الأسبوع، عن "قلق عميق" إزاء تقاعس ' طهران عن تفسير العثور على جزيئات يورانيوم في ثلاثة مواقع قديمة، بينها موقعان كانت الوكالة قد تحدثت عنهما للمرة الأولى الأسبوع الماضي.

فيما قال دبلوماسي إن ذلك سيكون موضوع المشاورات الفنية، وإذا كان تعاون إيران غير كافٍ فإنه يمكن طرح مشروع القرار في الاجتماع ربع السنوي المقبل لمجلس الوكالة في يونيو/حزيران.

بينما أبلغت الولايات المتحدة مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس، بأن إيران حصلت على فرصة لمعالجة مخاوف الوكالة التابعة للأمم المتحدة بشأن جزيئات يورانيوم عُثر عليها في مواقع قديمة غير معلنة وأن واشنطن ستراقب الوضع عن كثب.

إيران زادت من تخصيب اليورانيوم بعد تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي - رويترز
إيران زادت من تخصيب اليورانيوم بعد تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي – رويترز

جاء البيان الأمريكي إلى المجلس بعد وقت قصير من إعلان دبلوماسيين إلغاء خطط إصدار قرار ينتقد طهران. وذكر البيان: "إيران حصلت الآن على فرصة أخرى من المدير العام (للوكالة) لإبداء التعاون اللازم قبل الاجتماع المقبل لمجلس محافظي الوكالة".

أضاف أن "الولايات المتحدة ستعمل، مثلها مثل جميع أعضاء مجلس محافظي الوكالة، على تقييم وجهات نظرنا بشأن الخطوات التالية للمجلس، وفقاً لما إذا كانت إيران ستنتهز الفرصة السانحة أمامها لمعالجة مخاوف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل نهائي وموثوق".

حوار تقني بين وكالة الطاقة الذرية وطهران

من جهته، قال رافائيل جروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس، إن الوكالة تعتزم بدء حوار "تقني" مع إيران بهدف دفع عملية الحصول على تفسيرات لأمور عالقة مثل جزيئات اليورانيوم التي عُثر عليها في مواقع قديمة غير معلنة.

أضاف في مؤتمر صحفي: "أنا أستهدف الحصول على فهم أوضح بكثير لهذه القضية بحلول الصيف أو قبل ذلك"، مردفاً أن أول اجتماع سيكون في إيران أوائل أبريل/نيسان، وأنه يأمل بأن يعود لمجلس محافظي الوكالة لإبلاغه بالتطورات بحلول يونيو/حزيران.

إذ سرَّعت إيران في الآونة الأخيرة وتيرة انتهاكاتها للاتفاق الذي أُبرم في عام 2015، في محاولة واضحة لزيادة الضغط على بايدن مع إصرار كل طرف على أن يتحرك الآخر أولاً.

جاءت انتهاكات طهران للاتفاق رداً على انسحاب واشنطن منه في عام 2018 وإعادة فرض العقوبات الأمريكية التي رُفعت بموجبه.

كان أحدث انتهاك هو تقليص طهران الأسبوع الماضي لتعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بوقف إجراءات تفتيش ومراقبة إضافية كانت مطبقة بموجب الاتفاق، ومنها سلطة إجراء الوكالة عمليات تفتيش مفاجئة بمنشآت لم يُعلن أنها مرتبطة بالطاقة النووية.

تحميل المزيد