كشفت منظمة حقوقية نرويجية، الأحد 28 فبراير/شباط 2021، أن السلطات اليونانية أقدمت على إخراج عائلة أفغانية من داخل مخيم للاجئين في جزيرة "ميديللي"، قبل أن تدفع بها عبر قارب مطاطي إلى المياه الإقليمية.
بحسب الموقع الرسمي لمنظمة "إيجيان بوت ريبورت" النرويجية غير الحكومية، فقد أخرج مسؤولون يونانيون عائلة أفغانية مكونة من 13 شخصاً، بينهم نساء وأطفال من مخيم للاجئين، بدعوى أنها تحتاج لإجراء فحوصات فيروس كورونا لهم.
أضاف الموقع أن السلطات اليونانية أرغمت بدلاً من ذلك العائلة على ركوب قارب مطاطي ودفعته تجاه المياه الإقليمية التركية، قبل أن تمارس العنف ضد العائلة، وتصادر أموالها ومقتنياتها.
من جانبها، أشارت وكالة الأناضول إلى أن خفر السواحل التركي رصد عملية دفع العائلة تجاه المياه الإقليمية التركية وتوجه نحوها لإنقاذها ونقلها إلى اليابسة.
ولفتت أن السلطات التركية وثقت مراراً وتكراراً دفع اليونان لقوارب طالبي اللجوء إلى المياه الإقليمية التركية في بحر إيجة، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي تطرد فيها طالبي اللجوء من مخيماتها وتدفعهم نحو تركيا.
بدورها، دعت وزارة الخارجية التركية الأحد، اليونان إلى احترام القانون الدولي وقوانين الاتحاد الأوروبي ومبادئ حقوق الإنسان واتفاقية إعادة القبول المبرمة بين أنقرة والاتحاد الأوروبي، في التعامل مع طالبي اللجوء.
وقالت الخارجية: "اليونان تتبع سياسة ممنهجة ضد طالبي اللجوء، وندعو جميع دول الاتحاد الأوروبي لاحترام الحقوق الأساسية لطالبي اللجوء والتعامل معهم وفق مبدأ احترام حقوق الإنسان".
سوء معاملة للاجئين
كانت صحيفة "نوس" الهولندية، قد كشفت سابقاً أن اليونان عاملت طالبي اللجوء معاملة "الحيوانات"، واستولت على ممتلكاتهم الشخصية، وأعادتهم إلى عرض البحر يهيمون فيه على متن قواربهم المطاطية.
كما ذكرت الصحيفة أن اليونان قامت من وقت لآخر، بثقب قوارب طالبي اللجوء وتعطيل محركاتها، ومارست العنف ضدهم دون تمييز بين الرجال والنساء.
وأضافت أنها عاملتهم معاملة "الحيوانات"، واستولت على هواتفهم وأموالهم وثيابهم، لتتركهم يهيمون في عرض البحر على متن قواربهم المطاطية.
وفي تصريح للصحيفة، قالت المسؤولة بمنظمة جسور الإغاثية، ناتالي غروبر، إن الوضع القائم مثير للقلق، مؤكدة أن عمليات الإعادة غير قانونية.
من جانب آخر، أكدت الصحيفة أن منظمات حقوقية أبلغت الاتحاد الأوروبي لسنوات بحوادث الإعادة، إلا أنه اتخذ "الصمت" شعاراً حيال هذه القضية.
وأشارت إلى أن السبب وراء ذلك يكمن في أن عمليات الإعادة ساهمت في حل مشكلة كبيرة تواجه أوروبا، لافتة إلى أن اليونان قامت بأعمال قذرة لصالح الاتحاد الأوروبي.
وأكدت الصحيفة أن فرق خفر السواحل التركي قامت بإنقاذ طالبي اللجوء، وأدرجتهم الحكومة التركية ضمن سجلات رسمية.
في يوليو/تموز الماضي، استنكرت الأمم المتحدة سلوك اليونان تجاه طالبي اللجوء، مطالبةً حكومة أثينا بفتح تحقيق حول إجبارهم على العودة إلى تركيا.