نفت وزارة الدفاع العراقية، الجمعة 26 فبراير/شباط 2021، تبادلها معلومات مع الولايات المتحدة بشأن قصف جوي شنته الأخيرة على فصائل موالية لإيران على الحدود العراقية السورية.
حيث قالت الوزارة، في بيان، إنها "تعبر عن استغرابها لتصريحات وزير الدفاع الأمريكي (لويد أوستن) المتعلقة بحصول تبادل للمعلومات الاستخباراتية مع العراق سبق استهداف بعض المواقع في الأراضي السورية".
إلا أن الوزارة استدركت بالقول: "إننا وفي الوقت الذي ننفي فيه حصول ذلك، نؤكد أن تعاوننا مع قوات التحالف الدولي (تقوده أمريكا) منحصر بالهدف المحدد لتشكيل هذا التحالف، والخاص بمحاربة تنظيم داعش وتهديده للعراق، بالشكل الذي يحفظ سيادة العراق وسلامة أراضيه".
في أعقاب القصف، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، أن الضربات الجوية التي استهدفت فصائل مسلحة تدعمها إيران بسوريا، جاءت بعد حصول الولايات المتحدة على معلومات استخباراتية من العراق، مؤكدةً أنها شجعت العراقيين على التحقيق وتزويدها بالمعلومات الاستخباراتية، وكان مفيداً جداً في تحديد الهدف، حسب قولها.
هجوم بأمر من بايدن
فجر الجمعة، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن مقاتلاتها شنت غارات على منشآت عسكرية تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران بشرق سوريا، في رد على هجمات صاروخية استهدفت مؤخراً قوات أمريكية متمركزة بالعراق.
المتحدث باسم البنتاغون، جيمس كيربي، قال إنه "بناء على توجيهات من الرئيس بايدن، شنَّت القوات العسكرية الأمريكية غارات على بِنى تحتية تستخدمها جماعات عسكرية مدعومة من إيران في شرق سوريا"، مضيفاً أن هذه الغارات جاءت "رداً على الهجمات الأخيرة ضد جنود أمريكيين وآخرين من قوات التحالف في العراق، وعلى التهديدات المستمرة التي تطال هؤلاء الجنود". فيما لم يذكر البيان ما إذا كانت الغارات قد أسفرت عن وقوع إصابات.
كيربي وصف الغارات بأنها "متناسبة"، قائلاً إنها "نُفذت بالتزامن مع إجراءات دبلوماسية تشمل التشاور مع حلفاء الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية"، مضيفاً: "العملية تبعث برسالة بالغة الوضوح: الرئيس بايدن سيتحرك لحماية الجنود الأمريكيين وقوات التحالف".
فيما قال مسؤولون أمريكيون، إن الهجمات التي وقعت الجمعة، كانت محدودة النطاق ومُعدة بعناية شديدة لإظهار أن إدارة بايدن ستتصرف بحزم، لكنها لا تريد الانزلاق إلى أتون تصعيد كبير في المنطقة.
تأتي هذه الغارات بعد ثلاث هجمات بالصواريخ مؤخراً على منشآت يستخدمها الجيش الأمريكي وقوات التحالف بالعراق في حربهما ضد تنظيم داعش.
يذكر أن هجوماً صاروخياً، في 15 فبراير/شباط، على قاعدة جوية بكردستان تؤوي جنوداً أمريكيين، أدى إلى مقتل مدني ومتعاقد أجنبي وجرح آخرين بينهم عسكري أمريكي.
الهجمات في العراق التي يعتقد أن جماعات مسلحة تعمل بتوجيه من إيران تقف وراءها، شكلت تحدياً لإدارة الرئيس جو بايدن، مع فتح الأخيرة الباب أمام استئناف المفاوضات مع طهران حول برنامجها النووي.
أزمة إحياء الاتفاق النووي
إذ تقول إدارة بايدن إنها تريد إحياء الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015 والذي يهدف إلى منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، لكنها مع ذلك ترى أيضاً في إيران تهديداً أمنياً مستمراً بجميع أنحاء الشرق الأوسط.
لكن لم يتضح حتى الآن ما إذا كانت تلك الضربات ستؤثر بالفعل على الجهود الأمريكية الرامية إلى إقناع إيران بالتفاوض على عودة الجانبين إلى الامتثال للاتفاق النووي.
وكالة رويترز رأت أن قرار بايدن شن ضربات بسوريا دون العراق، على الأقل في الوقت الراهن، يتيح متنفساً للحكومة العراقية في وقت تجري فيه تحقيقاتها الخاصة في هجوم أربيل، الذي أسفر أيضاً عن إصابة أمريكيين.
بينما تنفي كتائب حزب الله أي تورط لها في الهجمات الأخيرة على المصالح الأمريكية، ولم تصدر أي تعليقات على الفور بخصوص هجمات الجمعة. وتنفي إيران تورطها في هجمات على مواقع أمريكية.
إلا أن جماعات غير معروفة أعلنت مسؤوليتها عن عدة هجمات، من ضمنها هجوم مطار أربيل. ويقول بعض المسؤولين العراقيين والغربيين، إن هذه الجماعات واجهات لجماعات راسخة مدعومة من إيران على غرار كتائب حزب الله.
ارتفاع أعداد قتلى القصف
في السياق الميداني، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن حصيلة قتلى القصف الجوي الأمريكي على الميليشيات الموالية لإيران في ريف دير الزور وصل إلى 22 قتيلاً على الأقل، جميعهم من الحشد الشعبي وحزب الله العراقي.
بحسب المرصد، فقد استهدف القصف الجوي مواقع وشحنة أسلحة لحظة دخولها الأراضي السورية، قادمة من العراق عبر طريق عسكري قرب معبر القائم ضمن منطقة البوكمال شرق دير الزور.
فيما أشار المرصد إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع؛ نظراً لوجود جرحى، بعضهم في حالات خطرة.