كشفت وثائق في غاية السرية نشرتها شبكة CNN الأمريكية، الأربعاء 24 فبراير/شباط 2021، ضمن دعوى قضائية، أن الفريق الذي قام بتصفية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده بإسطنبول عام 2018، نُقل عبر طائرتين تعودان لشركة يسيطر عليها ولي العهد محمد بن سلمان.
وثائق "سرية للغاية" عن مقتل خاشقجي
إذ أشار المصدر لموقع "CNN" إلى وثائق جديدة قُدمت إلى المحكمة المذكورة كجزء من دعوى رفعها في أغسطس/آب الماضي ضابط المخابرات السعودي السابق سعد الجابري الموجود بكندا، ضد ولي العهد بن سلمان.
وكان الجابري الذي يعتقد أنه يقيم حالياً بتورنتو الكندية قد اتهم ولي العهد السعودي في وقت سابق بإرسال فريق إلى كندا لقتله بنفس طريقة خاشقجي.
كما أفاد التقرير بأن الطائرتين اللتين أحضرتا فريق اغتيال خاشقجي المكون من 15 عنصراً لتركيا يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018 تعود ملكيتهما لشركة تسمى "Sky Prime Aviation"، وأن هذه الشركة تم نقلها في ديسمبر/كانون الأول 2017 لصندوق الثروة السيادي بالمملكة الذي تبلغ قيمته 400 مليار دولار.
ولفت الخبر إلى أن الأدلة الموجودة بالوثيقة ذات الصلة وضحت مساراً جديداً بخصوص صلة بن سلمان بمقتل الصحفي خاشقجي.
تجدر الإشارة إلى أنه في أعقاب مقتل خاشقجي، كانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية قد نشرت خبراً مصدره أشخاص على اطلاع بالأحداث، ذكرت فيه أن طائرات "غلف ستريم" التي أقلّت فريق الاغتيال، خاصة بشركة خاضعة لسيطرة محمد بن سلمان.
مقتل خاشقجي
أما قضية الصحفي والكاتب السعودي جمال خاشقجي فتعود لعام 2018 عندما استُدرج إلى القنصلية السعودية في إسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول، حيث قتله مجموعة من الرجال على صلة بولي العهد، وقطّعوا أوصاله وأخفوها، ولم يُعثر لها على أثر حتى الآن.
وأقرت السعودية في النهاية بأن خاشقجي لفظ أنفاسه في عملية تسليم "مارقة" شذّت عن مسارها، لكنها نفت أي دور لولي العهد. وبعد صدور حكم بالإعدام على خمسة رجال بتهمة الضلوع في القتل، تقرر تخفيف الحكم إلى السجن 20 عاماً بعد عفو من أسرة خاشقجي.
وفي 2019، اتهمت أنييس كالامار، محققة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان، المملكة العربية السعودية "بإعدام خاشقجي مع سبق الإصرار والترصد"، وطالبت بمزيد من التحقيقات. وقالت كالامار بعد التحقيق الذي دام ستة أشهر: "توجد أدلة كافية يعتد بها فيما يتعلق بمسؤولية ولي العهد تستدعي مزيداً من التحقق".
فيما قام أعضاء الكونغرس الأمريكي بالاطلاع على نسخة سرية من التقرير في أواخر 2018، لكن إدارة ترامب رفضت مطالب مشرعين وجماعات حقوقية بنشر النسخة السرية، سعياً منها لاستمرار التعاون مع السعودية، وسط تزايد التوتر مع إيران، ولتعزيز مبيعات السلاح الأمريكية للمملكة.
وتعهدت آفريل هينز، مديرة الأمن القومي الجديدة في إدارة بايدن، لدى جلسة التصديق على ترشيحها، بالالتزام ببند في قانون دفاعي صدر عام 2019، ويطالب مكتب مدير الأمن القومي بأن ينشر في غضون 30 يوماً تقريراً سرياً عن اغتيال خاشقجي.
فيما تعهد بايدن، في حملته الرئاسية عام 2020، بإعادة تقييم العلاقات الأمريكية السعودية، بما في ذلك ما يتعلق باغتيال خاشقجي. وأنهى منذ توليه الرئاسة مبيعات الأسلحة الهجومية التي يمكن أن تستخدمها السعودية في اليمن، وعيّن مبعوثاً خاصاً لتعزيز الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب هناك.