تظاهر أشخاص من الأقلية المسلمة في سريلانكا، الثلاثاء 23 فبراير/شباط 2021، احتجاجاً على الحرق القسري لجثامين المتوفين بفيروس كورونا، تزامناً مع وصول رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الذي يقوم بزيارة رسمية إلى كولومبو.
مسلمون بسريلانكا غاضبون
المتظاهرون المسلمون حملوا نعشاً رمزياً، مندّدين بسياسة الحكومة السريلانكية بحظر دفن ضحايا الفيروس وتجاهل طقوسهم الدينية، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وهذا الاحتجاج موجه بشكل رئيسي إلى خان، الذي كان قد سلّط الضوء قبل أسبوعين على هذه المحنة التي يعاني منها مسلمو سريلانكا.
كان خان قد رحّب بإعلان رئيس الوزراء السريلانكي، ماهيندا راجاباكسا، في 10 فبراير/شباط الماضي، السماح للمسلمين بدفن موتاهم، لكنّ كولومبو تراجعت عن قرارها في اليوم التالي، وأعلنت أنّه لن يكون هناك تغيير في سياسة حرق الجثث فقط.
في هذا السياق، حمل المتظاهرون لافتة كتب عليها "احترموا بيان رئيس الوزراء واسمحوا بالدفن"، وذلك خلال تجمّعهم أمام مكتب الرئيس غوتابايا راجاباكسا.
لكن الحكومة السريلانكية رفضت الدعوات من جهات دولية وتوصيات خبرائها بالسماح للمسلمين بدفن موتاهم تماشياً مع شعائرهم الدينية.
بدأ منع الحكومة دفن المتوفين بفيروس كورونا، منذ أبريل/نيسان 2020، في ظل مخاوف أججها الرهبان البوذيون النافذون، الموالون للرئيس غوتابايا راجاباكسي، بأنّ دفن جثامين المتوفين بالوباء يمكن أن يلوّث المياه الجوفية وأن يسهم في تفشّي الفيروس.
الموتى لا ينقلون كورونا
إلا أن منظمة الصحة العالمية كانت قد حسمت الجدل حول احتمال أن ينقل الموتى بفيروس كورونا العدوى إلى الأحياء الذين يقومون بدفنهم، ونشرت دليلاً أكدت فيه عدم وجود دليل على نقل الموتى للفيروس.
المنظمة قالت في دليلها الإرشادي إنه من المفاهيم الشائعة المغلوطة أن الأشخاص الذين يتوفون بمرض معدٍ ينبغي إحراق جثثهم كما هو الحال في فيروس كورونا، مشيرةً إلى أن إحراق الجثث هو خيار يتعلق بالطقوس والعادات، والموارد المُتاحة.
كذلك أكدت المنظمة أن فيروس كورونا ينتقل عن طريق الأدوات المعدية، المخالطة اللصيقة، بالإضافة إلى إمكانية انتقاله عن طريق البراز، وتشير إلى أنه باستثناء حالات الحمى النزيفية (مثل تلك الناتجة عن فيروسي إيبولا والكوليرا) فإن جثث الموتى ليست معدية عموماً.
لذا تؤكد المنظمة في دليلها أنه لا توجد "حتى اليوم أي بينة على إصابة أشخاص بالعدوى نتيجة التعرض لجثة شخص متوفى بسبب كورونا، سواء توفوا في مرافق الرعاية الصحية، أو المنازل أو في أماكن أخرى".