اختبار حول قدرات البقر “العجيبة” بالهند يثير السخرية.. الحكومة اضطرت لإلغائه بينما كان الطلاب ينتظرونه

عربي بوست
تم النشر: 2021/02/24 الساعة 17:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/02/24 الساعة 17:13 بتوقيت غرينتش
شوارع الهند/ رويترز

قالت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير نشرته الثلاثاء 23 فبراير/شباط 2021، إن انتقادات تعرضت لها الحكومة الهندية بعد إعلانها عن إجراء اختبار أطلقت عليه اسم "علوم البقر"، دفعتها إلى تأجيل إجرائه إلى أجل غير مسمى.

الاختبار الذي أعلنت السلطات عن تأجيله، تسبب في إحباط أكثر من نصف مليون هندي، خاصة أنهم كانوا يستعدون لاختبار معلوماتهم حول كيف أن بقر الهند يدر حليباً مخلوطاً بالذهب، والقوى العلاجية لروثه وبوله، على حد قول التقرير.

اختبار يثير الجدل في الهند 

هذا الاختبار الإلكتروني الذي تبلغ مدته ساعة واحدة، كان من المفترض أن يكون أول اختبار لمنهج جديد طرحته الحكومة الهندية الهندوسية. لكن بعد اعتراض الجامعات وقولها إنه شجع على انتشار هرطقات غير علمية، تأجل "لأسباب إدارية".

فيما يعتقد الهندوس أن الأبقار حيوانات مقدسة، لكن المتشددين منهم ذهبوا إلى أبعد من ذلك، ليؤكدوا أن الأبقار في الهند تتمتع بقوى علاجية وعلمية استثنائية، حيث  اكتسبت هذه المعتقدات شعبية منذ أن وصل ناريندرا مودي، رئيس الوزراء الهندي، وحزبه بهاراتيا جاناتا، إلى السلطة عام 2014.

المسؤولون في حزب بهاراتيا جاناتا يزعمون أن روث البقر يحمي من الإشعاع، وأن البقرة هي المخلوق الوحيد على الأرض الذي يستنشق ويزفر أكسجين، وأن الأبقار الهندية "نشيطة" و"مُحبة للبشر"، عكس السلالات الأوروبية والأمريكية التي لا تملك "أياً من هذه المشاعر" و"كسولة". 

صابون يُصنع من روث البقر

جدير بالذكر أن أعضاء الحزب سبق أن اعتمدوا مجموعة من الصابون والمشروبات الصحية التي يدخل في مكوناتها روث وبول الأبقار، فيما اقترح مسؤولون بالحزب الحاكم استبدال البقرة مكان النمر، لتصبح حيوان الهند الوطني.

تقديس الأبقار تطور أيضاً في سياسات الحزب الحاكم، إذ اتخذ حزب بهاراتيا جاناتا بعض الإجراءات المشددة في تجارة لحوم الأبقار وجلودها، التي يهيمن عليها المسلمون، حيث دأبت عصابات مسلحة يطلق عليها "فرق حماية البقر"، على اعتراض طريق الشاحنات؛ للتفتيش عن الماشية المهربة. ويُنتزع العديد من المسلمين من سياراتهم ويتعرضون للضرب أو القتل.

لجنة وطنية للأبقار

إضافة إلى ذلك، فقد أسست الحكومة لجنة وطنية للأبقار عام 2019؛ لتعزيز هذه الآيديولوجية. وكانت اللجنة قد أعلنت عن هذا الاختبار، وكشفت النقاب عن منهج جديد زعمت أنه "يشعل الفضول في جميع الهنود عن الأبقار، والفرص التجارية غير المكتشفة التي يمكن أن تقدمها أي بقرة، حتى بعد توقفها عن درّ الحليب".

فضلاً عن ذلك فقد كان هناك أكثر من 500 ألف طالب يستعدون لأداء الامتحان لكن الجامعات قاومت ضغوط الترويج له.

في المقابل قالت إحدى الهيئات الأكاديمية بولاية كيرالا، إن هذا المنهج الجديد يعزز الفكر القومي الهندوسي على حساب المنهج العلمي وبالتالي فهو خطوة بغيضة.

غير أن رئيس اللجنة الوطنية للأبقار، فالابهبهاي كاثريا، أكد أنه "لا يوجد ما هو غير علمي" في الامتحان، وقال إنه سيستمر.

تحميل المزيد