أظهرت بيانات رسمية في السعودية، الأربعاء 24 فبراير/شباط 2021، أن قيمة واردات المملكة من تركيا انخفضت إلى مستوى قياسي متدنٍ في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وسط توتر بالعلاقات بين البلدين.
أشارت البيانات إلى أن الواردات من تركيا بلغت 50.6 مليون ريال (13.49 مليون دولار) في ديسمبر/كانون الأول 2020، انخفاضاً من 182.2 مليون ريال في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ومن 1.06 مليار ريال في ديسمبر/كانون الأول 2019، وفقا للهيئة العامة للإحصاء السعودية.
جاء هذا الانخفاض الحاد في واردات السعودية من المملكة كنتيجة لعدد من الإجراءات التي اتخذتها السلطات في المملكة دون الإعلان عنها بشكل مباشر.
في هذا الصدد، قالت وكالة Bloomberg الأمريكية، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إن رجال أعمال أتراكاً بارزين أكدوا لها أن السلطات السعودية كثفت جهودها في الآونة الأخيرة لتقليص حجم الواردات التركية إلى السعودية، محذرين من تضرر سلاسل التوريد العالمية، في حال استمرت الرياض في سياستها التي تستهدف اقتصاد أنقرة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2020، استشهد رؤساء أكبر ثماني مجموعات تجارية في تركيا بشكاوى قدمتها شركات سعودية من أن السلطات أجبرتها على توقيع خطابات رسمية تُلزمها فيها بعدم استيراد بضائع تركية، كما اشتكى البيان من استبعاد المقاولين الأتراك من المناقصات الكبرى في المملكة.
الشركات التركية أشارت كذلك إلى تحذير أطلقته شركة A.P. Moller-Maersk A/S، أكبر الشركات العاملة في مجال الحاويات والشحن في العالم، بشأن احتمال انقطاع الإمدادات.
أورد البيان حينها تغريدةً على موقع تويتر نشرها رئيس مجلس إدارة مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية، عجلان العجلان، في 3 أكتوبر/تشرين الأول يحضُّ فيها الشركات السعودية على مقاطعة الواردات من تركيا.
من جانبه، كان مركز الاتصال الدولي التابع للحكومة السعودية قد نفى وضعَ قيود على البضائع التركية في بيان أصدره المركز في 3 أكتوبر/تشرين الأول.
علاقات متوترة
وتدهورت العلاقات بشكل رئيسي بين الرياض وأنقرة، عقب مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي، في قنصلية بلده بمدينة إسطنبول في العام 2018، وعزز هذا التوتر خلافات إقليمية أخرى بين البلدين أيضاً.
على إثر جريمة مقتل خاشقجي أصدرت تركيا عدة لوائح اتهامات ضد سعوديين بارزين، قالت أنقرة إنهم متورطون في الاغتيال.
كذلك تبرز بين الفترة والأخرى دعوات في السعودية إلى عدم التعامل التجاري مع تركيا، وتخفيض العلاقات معها، وقد منعت الرياض، العام الماضي، دخول عشرات الشاحنات التركية المحملة بالمنسوجات والمواد الكيميائية إلى أراضيها.
أيضاً كانت وسائل إعلام تابعة للمملكة ورواد الأعمال التجارية قد دعوا إلى مقاطعة السياحة في تركيا والواردات التركية.