قال البيت الأبيض، الثلاثاء 23 فبراير/شباط 2021، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ناقشا خلال اتصال هاتفي الهجمات الصاروخية الأخيرة على القوات العراقية وقوات التحالف، واتفقا على ضرورة محاسبة المسؤولين.
أول اتصال بين بايدن والكاظمي
الكاظمي نشر في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قال فيها: "بحثت في اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز الشراكة بما يخدم مصلحة البلدين والعمل على دعم الأمن والسلم في المنطقة واستمرار التعاون في محاربة داعش"، وأضاف الكاظمي: "كما أكدنا العمل لمواصلة الحوار الاستراتيجي بين بلدينا على أساس السيادة الوطنية العراقية".
ولم يوضح الكاظمي في تغريدته من بادر بالاتصال الهاتفي هو أم الرئيس الأمريكي.
ويشار إلى أن هذا الاتصال الهاتفي هو الأول من منذ تسلم الرئيس بايدن منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي.
ويأتي الاتصال الهاتفي بعد يوم واحد من تعرض المنطقة الخضراء التي تضم مقار الحكومة والبعثات الدبلوماسية ومنها السفارة الامريكية لهجوم بـ3 صواريخ خلفت أضراراً مادية، بحسب الجيش العراقي.
وبوتيرة متكررة، تتعرض "المنطقة الخضراء" وقواعد عسكرية تستضيف قوات التحالف الدولي، لهجمات صاروخية، منذ مقتل قائد "فيلق القدس" الإيراني، قاسم سليماني، في غارة أمريكية ببغداد، في 3 يناير/كانون الثاني 2020.
وتتهم واشنطن كتائب "حزب الله" وفصائل عراقية مسلحة مقربة من إيران، بالوقوف وراء الهجمات الصاروخية التي تستهدف سفارتها والقواعد العسكرية.
وكانت فصائل شيعية مسلحة، بينها كتائب "حزب الله"، هددت باستهداف القوات والمصالح الأمريكية في العراق، إذا لم تنسحب، امتثالاً لقرار البرلمان القاضي بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي.
وبين الولايات المتحدة وإيران ملفات خلافية، بينها برنامجا طهران النووي والصاروخي، والسياسة الخارجية للبلدين في منطقة الشرق الأوسط.
هجمات متكررة
وفي هجوم هو الثاني من نوعه خلال أقل من أسبوع، قال مسؤولو أمن عراقيون، السبت، إن ثلاثة صواريخ ضربت قاعدة "بلد" الجوية العراقية، في محافظة صلاح الدين شمالي بغداد، مما أسفر عن إصابة متعاقد عراقي، فيما يشير أول المعطيات إلى أنه تم استهداف هذه القاعدة لاستضافتها قوات أمريكية أو متعاقدين أمريكيين.
حسب وكالة "رويترز" للأنباء، فإن المصادر الأمنية المذكورة رفضت نشر أسمائها، فيما لم تعلن بعدُ أي جهةٍ مسؤوليتها عن الهجوم، في الوقت الذي أكدت فيه جماعات مسلحة، يقول بعض المسؤولين العراقيين إنها مدعومة من إيران، مسؤوليتها عن هجمات مماثلة في السابق.
ردود غاضبة
وفي واشنطن، قال البيت الأبيض حينها إن الولايات المتحدة لا تزال تعمل على تحديد المسؤول عن الهجوم.
عند الضغط عليها للتعليق على إمكانية القيام بردٍّ انتقامي ضد المسؤولين عن الهجوم، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، إن الرئيس "يحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب وبالطريقة التي نختارها".
واستدركت ساكي: "لكننا سننتظر إلى أن يجري إسناد (الهجوم إلى جهة ما) قبل أن نتخذ أي خطوات إضافية… أودُّ أن أنقل لكم أن الدبلوماسية تحظى بالأولوية عند هذه الإدارة".
كما يأتي الهجوم، قبل ثلاثة أسابيع فقط من زيارة للعراق يجريها البابا فرنسيس، في مارس/آذار المقبل، من المقرر أن تشمل أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق المستقل.
من جانبها، قالت إيران إنها تعارض أي أعمال تضرُّ بأمن العراق، ونفت إشارة بعض المسؤولين العراقيين إلى صلتها بالجماعة التي أعلنت مسؤوليتها عن هجوم أربيل.
إذ قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، لوسائل إعلام رسمية: "تعتبر إيران استقرار العراق وأمنه مسألة حاسمة بالنسبة للمنطقة… وترفض أي عمل يخلُّ بالأمن والسلام في ذلك البلد"، وأدان ما اعتبرها "محاولات مريبة لنسب (الهجوم) إلى إيران".