يسعى الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إلى العودة لدائرة الضوء السياسية في الولايات المتحدة، حيث سيلقي في أورلاندو بولاية فلوريدا، أول خطاب له منذ مغادرته البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني 2021، عقب خسارته الانتخابات.
وكالة رويترز نقلت عن مصدر -لم تذكر اسمه- أن ترامب سيلقي كلمة أمام اجتماع كبير لتيار المحافظين، وذلك في اليوم الأخير من مؤتمر العمل السياسي للمحافظين، في 28 فبراير/شباط الجاري.
سيتحدث ترامب عن "مستقبل الحزب الجمهوري والحركة المحافظة"، ومن المنتظر أن يتحدث أيضاً عن الهجرة و"السياسات الكارثيّة" لخلفه جو بايدن في هذا الملف، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
كما أنه من المقرر أيضاً، أن يتحدث خلال المؤتمر عدد من كبار أعضاء الحزب الجمهوري، الذين يُعتبرون مرشحين محتملين للحزب في انتخابات الرئاسة لعام 2024، ومن بينهم وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، وحاكمة ولاية ساوث داكوتا، كريستي نويم.
ترقب لمستقبل ترامب السياسي
وعقب خسارته في انتخابات الرئاسة التي رفض الاعتراف بها، أثار الرئيس الأمريكي السابق تساؤلات حول مستقبله في المشهد السياسي، لاسيما أنه قال عقب تبرئته من المحاكمة في مجلس الشيوخ، بسبب اقتحام أنصار له الكونغرس: "حركتنا الوطنية بدأت للتو"، دون أن يوضح مزيداً من التفاصيل.
لكن ترامب وبسبب محاكمته، أحدث شرخاً بين الجمهوريين، الذين أيَّد بعضهم محاكمة الرئيس وإدانته، فيما تمسَّك آخرون بالدفاع عنه.
تشير صحيفة The New York Times إلى أن قرار التبرئة يعني أنه بإمكان الرئيس السابق أن يترشح من جديد للانتخابات الرئاسية عام 2024.
ترامب كان قد أسَّس "مكتب الرئيس السابق" الخاص به، في مدينة بالم بيتش بولاية فلوريدا، ليكون مقراً لعلاقاته العامة بعد انتهاء فترة رئاسته.
صحيفة The Independent البريطانية قالت في وقت سابق، إن المكتب سيتولى التعامل مع مراسلات ترامب، وظهوره الإعلامي، وغيرهما من "الأنشطة الرسمية الرامية إلى تعزيز مصالح الولايات المتحدة، وتنفيذ أجندة إدارته من خلال الدعم والتنظيم والنشاط العام".
يدير المكتب مساعدون سابقون في إدارة الرئيس السابق ترامب، إضافة إلى موظفين آخرين.
لم يُشِر ترامب ولا فريق إدارته ولا موظفو حملته السابقون بشكل صريح، إلى ما إذا كان سيعود إلى السياسة بعد ولايته التي استمرت 4 سنوات.
لكن ترامب كان قد صرح، في تعليق موجز لمراسل من موقع The Washington Examiner، بعد خسارته: "سنفعل شيئاً، لكن ليس الآن".
بحسب الصحيفة البريطانية، فقد ينتهي الأمر بالرئيس السابق لاعباً مهماً في انتخابات الكونغرس النصفية بين المرشحين الجمهوريين في عام 2022، على الرغم من أنَّ قاعدة دعمه الضخمة قد تؤثر في خطط الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة في عام 2024.
من جانبها، كشفت شبكة CNN الأمريكية، في تقرير لها نشرته يوم الإثنين 15 فبراير/شباط 2021، أن هناك إشارات مبكرة على أن ترامب يخطط للقيام بجولة دولية، وأن دول الخليج قد تكون وجهته الأولى.
الشبكة الأمريكية نقلت عن المحلل السياسي والاقتصادي، مايكل دي أنطونيو، أن مؤشرات تدل على توجُّه قريب لترامب إلى المملكة العربية السعودية أو غيرها من دول الخليج، وذلك بهدف الحصول على المال، لتغطية تكاليف القضايا القانونية التي لم تنته بتبرئته في مجلس الشيوخ من تهمة التحريض على اقتحام الكونغرس.
يشار إلى أنه رغم أن مجلس الشيوخ برّأ ترامب من تهمة "التحريض على التمرد" بعد محاكمة استمرت عدة أيام، فإن ترامب لا يزال يواجه قضايا قانونية، الأمر الذي يستوجب عليه دفع الأموال لمحاميه؛ لدرء إدانته.