صور لمنشآت إسرائيل النووية تُغضب إيران.. طهران تتهم واشنطن وأوروبا بغضّ الطرف عن نشاطات تل أبيب

عربي بوست
تم النشر: 2021/02/20 الساعة 21:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/02/20 الساعة 21:27 بتوقيت غرينتش
وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف - رويترز

اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، السبت 20 فبراير/شباط 2021، الولايات المتحدة وأوروبا بالتزام الصمت تجاه برنامج إسرائيل النووي المخالف للقوانين الدولية،  تعليقاً على نشر صحيفة "الغارديان" البريطانية قبل يومين، تقريراً يُظهر صوراً للأقمار الصناعية توضح أعمال توسعة، تقوم بها تل أبيب في منشأة ديمونة النووية.

ففي 18 فبراير/شباط الجاري، عرضت اللجنة الدولية المعنية بالمواد الانشطارية "IPFM"، صور أقمار صناعية تُظهر أن إسرائيل قامت بأعمال بناء كبيرة بغرض التوسع بشكل كبير في المنشأة التي كانت تُستخدم سابقاً في دراسات الأسلحة النووية.

"هل أنتم قلقون؟"

بالعودة إلى وزير الخارجية الإيراني، فقد قال في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر "، إن إسرائيل "مصنع القنابل النووية الوحيد في المنطقة، وتعمل على توسعة مفاعل ديمونة النووي الواقع بصحراء النقب جنوبي البلاد".

ظريف خاطب في تغريدته الرئيسين الأمريكي جون بايدن، والفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إضافة إلى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، قائلاً: "هل أنتم قلقون ولو بعض الشيء؟ هل أنتم مهتمون بالتعليق على ما يحدث؟".

في الجهة المقابلة، ورغم أن إسرائيل لم تؤكد سابقاً امتلاكها أسلحة دمار شامل، ولا تسمح بتفتيش منشآتها النووية من قِبل المنظمات الدولية، كما ترفض أن تكون طرفاً في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، فإن تقارير لوسائل إعلام دولية تشير إلى امتلاك تل أبيب قرابة 100 رأس نووي.

كما صوَّتت الولايات المتحدة والدول الأوروبية ضد مشروع القانون الذي قدَّمته دول عربية إلى الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 2015، والذي يطالب بـ"مراقبة الأنشطة النووية الإسرائيلية" وإجبار إسرائيل على قبول معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وأنظمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

نشاط هائل

في تقرير نُشر الخميس 18 فبراير/شباط 2021، قالت صحيفة The Guardian البريطانية، إن إسرائيل توسع بشكل هائل، نشاطها النووي بمنشآتها النووية في مفاعل ديمونة بصحراء النقب، حيث صنّعت المواد الانشطارية لترسانتها النووية.

إذ أظهرت صور فضائيةٌ قيام إسرائيل بتنفيذ أعمال بناء جديدة ملموسة على بُعد مئات من الأمتار جنوب مفاعل ديمونة النووي ومحطة إعادة المعالجة في مركز شمعون بيريز للأبحاث النووية بالقرب من بلدة ديمونة الصحراوية.

الصور نشرها الفريق الدولي المعني بالمواد الانشطارية (IPFM)، وهو هيئة تضم خبراء نوويين من 17 دولة، وذلك بعد أن التقطها قمر صناعي في 4 يناير/كانون الثاني 2021.

منشآت إسرائيل النووية

من جهته، قال بافيل بودفيج، الباحث ببرنامج العلوم والأمن العالمي في جامعة برنستون، إن البناء بدأ على ما يبدو، في وقت مبكر جداً منذ عام 2019، أو أواخر عام 2018، مضيفاً: "رغم أن أعمال البناء قائمة منذ نحو عامين، فإن هذا كل ما يمكننا قوله في الوقت الراهن".

لكن السفارة الإسرائيلية في واشنطن لم تعلق على الصور الجديدة. إذ جرت العادة بأن تتعمد إسرائيل انتهاج سياسة الغموض بشأن ترسانتها النووية، دون تأكيد وجودها أو نفيها.

إسرائيل ترفض الكشف عن ترسانتها النووية

فيما ترفض إسرائيل الكشف عن الأسلحة النووية التي تمتلكها، قالت تقارير غربية عديدة، على مدى السنوات، إن تل أبيب تمتلك رؤوساً نووية كثيرة، خاصةً أن تقديرات اتحاد العلماء الأمريكيين تشير إلى امتلاك تل أبيب نحو 90 رأساً حربياً مصنوعة من البلوتونيوم المُنتَج في مفاعل الماء الثقيل بمنشأة ديمونة النووية.

واستخدمت إسرائيل المنشأة النووية لخلق نسخ طبق الأصل من أجهزة الطرد المركزي لليورانيوم في إيران، لاختبار برنامج الاختراق المستخدم لتخريب برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني في منشأة نطنز النووية، ولكن هذا كان قبل أكثر من 10 سنوات، أي قبل وقت طويل من بدء التوسعات الحالية، وفقاً لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية.

استهداف إيراني محتمل

يشار إلى أن السلطات الإسرائيلية حذَّرت، خلال ديسمبر/كانون الأول 2020، موظفي مفاعل ديمونة النووي، من استهداف إيراني محتمل أو من قِبل جهات تعمل بإيعاز من طهران، وذلك على خلفية التوتر الذي أعقب اغتيال العالم النووي الإيراني فخري زادة.

جدير بالذكر أنه خلال عام 2018، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إطلاق اسم الرئيس الراحل شمعون بيريز، على مفاعل مدينة ديمونة، الذي قال إن بيريز عمل جاهداً على تأسيس هذا المشروع.

إذ يقف بيريز -حسب وسائل إعلام عبرية- خلف إقامة المفاعل الذي تتكتم إسرائيل بشكل مطلق على ما يجري فيه وتسميه "مركز الأبحاث النووية".

مساعدات فرنسية سرية

كان إنشاء المفاعل قد بدأ في منتصف الخمسينيات بعونٍ سري مستفيض من الحكومة الفرنسية، عندما قدّمت تل أبيب طلب مساعدة إلى فرنسا في إنشائه، واعتُبر الطلب استثنائياً، لأنه من غير المقبول أن تتقاسم دولة نووية تملك المعرفة في مجال البحوث النووية مع بلد صغير، حسبما قالت صحيفة معاريف.

بحلول نهاية العِقد السادس من الألفية الماضية، كان قرابة 2500 مواطن فرنسي يعيشون في مدينة ديمونة، وكانت لهم مدارسهم الثانوية كغطاء للإنكار الرسمي.

بينما لم يُسمح للعمال الفرنسيين بمراسلة الأراضي الفرنسية مباشرةً، كانت رسائلهم تُبعث عبر صندوق بريد مزيف في أمريكا اللاتينية، وفقاً لكتاب The Samson Option، الذي ألفه الصحفي الاستقصائي سيمور هير.

تجدر الإشارة أيضاً إلى أنه كُشف الستار لأول مرَّة عن دور مفاعل ديمونة في برنامج الأسلحة النووية الإسرائيلي على يد فني سابق بالموقع، يُدعى مردخاي فعنونو، الذي روى قصته لصحيفة Sunday Times البريطانية في عام 1986.

وقبل النشر، استدرجته عميلة إسرائيلية من بريطانيا إلى إيطاليا واختطفه الموساد. وقضى فعنونو 18 عاماً في السجن -11 منها في الحبس الانفرادي- لكشفه أسرار مفاعل ديمونة.

تحميل المزيد