وصل نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، أحمد معيتيق ووزير المالية فرج بومطاري، السبت 20 فبراير/شباط 2021، إلى مدينة البيضاء، وذلك في أول زيارة لوفد من حكومة الوفاق الليبية نحو الشرق الذي يسيطر عليه الانقلابي خليفة حفتر ومعسكره السياسي ممثلاً بمجلس نواب طبرق، برئاسة عقيلة صالح.
معيتيق قال عبر صفحته بفيسبوك: "وصلت منذ قليل رفقة وزير المالية فرج بومطاري إلى مطار الأبرق للمشاركة في إقرار ميزانية موحدة، ومن ثم سنلتقي رئيس مجلس نواب (طبرق) عقيلة صالح".
ميزانية موحدة
وفي 8 فبراير/شباط الجاري، اتفقت الأطراف الليبية (حكومتا الوفاق وطبرق) على ميزانية موحدة للبلاد لمدة شهرين، حسبما أعلنت بعثة الأمم المتحدة لدعم ليبيا.
وقالت البعثة الأممية في بيانها آنذاك إن "هذه هي المرة الأولى منذ 2014 التي يكون لدى ليبيا ميزانية وطنية موحدة واحدة".
ولم تذكر البعثة أرقاماً للإيرادات والنفقات في الميزانية المؤقتة.
وأضافت البعثة الأممية: "الأطراف اتفقت على ميزانية شهرين بدلاً من سنة كاملة، لإتاحة المجال للسلطة التنفيذية الموحدة المشكلة حديثاً لاتخاذ قرار بشأن الميزانية الكاملة لعام 2021".
زيارة رئيس الحكومة الجديدة لطبرق
تأتي هذه الزيارة بعد ساعات من مغادرة رئيس الحكومة الليبية المكلف عبدالحميد الدبيبة مدينة طبرق شرق البلاد، متجهاً نحو العاصمة طرابلس، دون لقاء اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر.
كان الدبيبة قد غرد عبر تويتر قائلاً: "حظيت اليوم بلقاءات مثمرة بكل من المستشار عقيلة صالح (رئيس مجلس نواب طبرق)، والسادة أعضاء المجلس، تشاورنا حول الاستحقاقات السياسية القادمة وعملية تشكيل الحكومة".
الدبيبة أضاف: "نسعى للتواصل بشكل دائم مع أهلنا في كل ربوع ليبيا، وتأكيداً على ذلك لن أقبل أي مرشح للحكومة لا يستطيع العمل في جميع أنحاء البلاد".
من جهتها، أكدت وكالة الأناضول أن الدبيبة غادر طبرق دون لقاء حفتر، بخلاف توقعات سابقة لوسائل إعلام محلية.
الوكالة أشارت إلى أن عدم لقاء الدبيبة وحفتر ربما يعود إلى الانتقادات التي طالت رئيس المجلس الرئاسي الجديد محمد يونس المنفي، بعد لقائه اللواء الانقلابي في بنغازي، قبل أيام.
التمهيد للحكومة الجديدة
يشار إلى أنه في 5 فبراير/شباط الجاري انتخب 75 سياسياً يمثلون أقاليم ليبيا الثلاثة (غرب، وشرق، وجنوب)، سلطة تنفيذية انتقالية موحدة لعموم البلاد.
وانتخب محمد المنفي رئيساً للمجلس الرئاسي، وعبدالحميد الدبيبة رئيساً للحكومة، لإدارة شؤون البلاد مؤقتاً، حتى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وفق مخرجات حوار جنيف، ما زال أمام الدبيبة 8 أيام لتقديم تشكيلة حكومته إلى مجلس النواب، من أجل منحها الثقة، وفي حال تعذَّر ذلك يتم تقديمها لملتقى الحوار السياسي.
يُذكر أن ليبيا البلد الغني بالنفط يعاني صراعاً مسلحاً، منذ سنوات، حيث تنازع ميليشيا حفتر الحكومة الليبية المعترف بها دولياً على الشرعية والسلطة، ما أسقط قتلى وجرحى مدنيين، بجانب دمار مادي هائل.
كما شهدت البلاد انقساماً في السنوات الأخيرة بين حكومة الوفاق الوطني في طرابلس وإدارة في الشرق يدعمها حفتر.