في الوقت الذي قالت فيه إسرائيل إنها تعمل جاهدة على إعادة جنودها الأسرى من قطاع غزة، أعلنت حركة "حماس"، الخميس 18 فبراير/شباط 2021، أن تل أبيب لن تحصل على هؤلاء الأسرى إلا عبر صفقة تبادل حقيقية بمفاوضات غير مباشرة، مشدّدة على أن "التجارب القريبة تؤكد قدرة المقاومة على فرض إرادتها"، دون مزيد من التفاصيل.
جاء ذلك في بيان نشره الناطق باسم الحركة، حازم قاسم، على حسابه بموقع "تويتر" رداً على تصريحات بيني غانتس، وزير الدفاع الإسرائيلي، بشأن جنوده المحتجزين لدى كتائب القسام الذراع العسكرية المسلحة لحركة "حماس" بقطاع غزة.
كان غانتس قد صرّح، الخميس، بأنه يعمل مع المنظومة الأمنية وكل النظام السياسي الإسرائيلي لإعادة جنوده الأسرى لدى كتائب القسام، لافتاً إلى أن حكومتهم تعمل بمساعدة مصر ودول أخرى على إعادة الجنود الإسرائيليين من قطاع غزة، مضيفاً: "أشعر بمسؤوليتي الشخصية تجاه إعادة أورون شاؤول وهادار غولدين، فأنا من أرسلهما للمعركة".
غانتس أضاف، خلال إحياء مراسم ذكرى الجنود الإسرائيليين الذين لا تعرف إسرائيل مصيرهم على وجه الدقة، أن تل أبيب لن تسمح بأي تقدم حقيقي وطويل المدى في قطاع غزة حتى استعادة الأسرى الإسرائيليين هناك.
وتحتفظ حركة حماس بأربعة إسرائيليين، اثنان منهم جنديان، أُسرا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة صيف عام 2014 (دون الإفصاح عن مصيرهما أو وضعهما الصحي)، في حين دخل الاثنان الآخران غزة في ظروف غير واضحة خلال السنوات الماضية.
اتهامات لإسرائيل بعدم الجدية
كانت عائلة الجندي الإسرائيلي أورون شاؤول، الذي يُعتقد أن حركة "حماس" تحتجزه، منذ الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2014، قد دعت الحكومة خلال الشهر الماضي، إلى إبرام صفقة لتبادل الأسرى مع الحركة الفلسطينية.
أما عائلة الجندي الإسرائيلي هادار غولدين، فاتهمت الحكومة بعدم الجدية في العمل على إعادته.
بينما يقول الجيش الإسرائيلي، إن الجنديين قُتلا خلال حرب 2014، وإن حركة "حماس" تحتفظ بجثمانيهما مع مواطنَين إسرائيليَّين آخرين على قيد الحياة.
لكن حركة "حماس" ترفض الإفصاح عمّا إذا كان الجنديان على قيد الحياة أم لا؛ وتسعى لإطلاق مفاوضات لتبادل الأسرى، تشمل آلاف المعتقلين الفلسطينيين، بالسجون الإسرائيلية.
"حماس" رفضت عرضاً إسرائيلياً
يشار إلى أن إسرائيل قدمت، خلال يوليو/تموز 2020، عرضاً جديداً عبر وسطاء لتبادل الأسرى مع "حماس"، لكنها لم تتلق رداً من حركة المقاومة الفلسطينية، وفقاً لتصريحات نقلتها القناة (12) الخاصة عن مصدر (لم تسمه) مطلع على تفاصيل المفاوضات.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس الحركة بقطاع غزة، يحيي السنوار، كان قد أعلن في 2 أبريل/نيسان 2020، أنهم جاهزون لتقديم "تنازل جزئي" في قضية الأسرى الإسرائيليين مقابل إفراج إسرائيل عن الأسرى من كبار السن والمرضى كمبادرة إنسانية في ظل جائحة كورونا.
جدير بالذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كان قد دعا، في أبريل/نيسان 2017، إلى حوار فوري عبر وسطاء بشأن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، ولكن منذ ذلك الحين لم يتم الإعلان عن أي تقدم.
بينما تؤكد حركة حماس أن إسرائيل غير جادة في إنهاء هذا الملف، خاصةً أنها تطالب بالإفراج عن أسرى فلسطينيين مقابل الإسرائيليين الأربعة.