“أراد لقائي وأنا رفضت”.. روحاني يقول إنه امتنع عن قبول 8 دعوات من ترامب لعقد لقاء بينهما

عربي بوست
تم النشر: 2021/02/17 الساعة 17:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/02/17 الساعة 17:51 بتوقيت غرينتش
الرئيس الإيراني حسن روحاني - رويترز

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حاول ترتيب لقاء بين الزعيمين ثماني مرات لكنه قوبل بالرفض، حتى مع تهديده علانية بالحرب والخراب على طهران، إذ انسحب ترامب من الاتفاق النووي لخطة العمل الشاملة المشتركة في مايو/أيار 2018، كما سخِر منه ووصفه بالـ"مثير للضحك"، ووعد بالتفاوض على اتفاق جديد أكثر صرامة، لكن النظام الإيراني رفض الاجتماع مع إدارته، بسبب تهديده لطهران.

صحيفة Newsweek قالت في تقرير نشرته الأربعاء 17 فبراير/شباط 2021، إن القادة الإيرانيين يعتبرون رحيل ترامب انتصاراً لهم، خاصة بعدما مارس سياسة الضغط الأقصى على طهران، متوقعين انفراجة في خطة العمل الشاملة المشتركة، مع قدوم جو بايدن.

"أراد لقائي وأنا رفضت"

ربما يكون ترامب فقد منصبه، لكن القادة الإيرانيين ما يزالون يندبون تأثير هذه العقوبات ويوجهون تحذيرات للإدارة الجديدة، من أجل حل تلك الاستراتيجية.

بينما تغتنم طهران أيضاً الفرصة لتسخر من الرئيس السابق وتقوّض موقف صقور الادارة الامريكية الذين يتربصون بايران والذين يحتفظون بنفوذهم في السياسة الخارجية الأمريكية والمؤسسة العسكرية.

ترامب محامي ترامب محاكمة ترامب
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب/رويترز

إذ قال روحاني في دورة مجلس الوزراء التي عُقدت الأربعاء 17 فبراير/شباط، إن ترامب تخلى عن خطة العمل الشاملة بضغط من إسرائيل والمملكة السعودية، لكنه ظل شهوراً يحاول فتح قنوات دبلوماسية مع طهران بعد الانسحاب.

كما أضاف: "ذهبنا إلى الأمم المتحدة في نهاية سبتمبر/أيلول عام 2018، وفي اليوم الأول من اجتماعات الجمعية العامة بعد خطاب ترامب، أرسل لي ثماني مرات وأراد لقائي"، وذلك وفقاً لوكالة مهر للأنباء. وأضاف: "وأنا رفضت".

هل مد ترامب يده فعلاً لطهران؟

ذلك ما حاولت معرفته مجلة Newsweek الأمريكية، التي اتصلت بالفريق الصحفي لترامب؛ لطلب تأكيد تصريحات روحاني، لكنها لم تتوصل إلى أي شيء بعد.

فعلى الرغم من تهديداته لإيران، ظل ترامب مقبلاً على الاجتماع مع روحاني في معظم فترات رئاسته. 

وفي أغسطس/آب 2019، أخبر الرئيس السابق المراسلين بأن هناك "فرصة جيدة حقاً" للقاء نظيره الإيراني، حتى مع انخراط الطرفين في سياسة حافة الهاوية العسكرية بمنطقة الخليج.

كما تدهورت العلاقات لاحقاً، بدءاً باغتيال الولايات المتحدة القائد الإيراني الكبير اللواء قاسم سليماني في يناير/كانون الثاني 2020. وردّت إيران بضربة صاروخية باليستية على قواعد عسكرية عراقية تستضيف القوات الأمريكية، مما أسفر عن إصابة أكثر من 100 جندي.

وبعد ذلك، أسقطت طهران عن طريق الخطأ طائرة ركاب خارج طهران، بينما كانت وحدات الدفاع الجوي في حالة تأهب قصوى لأي ضربة أمريكية.

ولكن حتى بعد أن دفعت هذه السلسلة من الأحداث الطرفين إلى شفا الحرب، كان ترامب ما يزال يعتقد أنه يمكنه إبرام صفقة مع طهران. وفي يونيو/حزيران، حذَّر قادة إيران قائلاً: "لا تنتظروا إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية لتحقيق خطوة كبيرة. سأفوز. وستحققون ما هو أفضل الآن!".

الأمر مختلف مع بايدن

يبدو أن روحاني لن يرفض هذه المرة، أي دعوات صادرة عن واشنطن خاصة بعد الرسائل الإيجابية التي بعث بها ساكن البيت الأبيض الجديد، جو بايدن، إليها.

ولعل أولاها، وأبرزها إلغاء دعم واشنطن للحرب في اليمن، ومنع بيع السلاح للسعودية، إضافة إلى إلغاء قرار تصنيف الحوثي منظمة إرهابية.

جاءت تلك الخطوات الأمريكية الجديدة في توقيت حاسم من المفاوضات مع الجانب الإيراني بخصوص الاتفاق النووي، لتحمل رسائل تطمين إيجابية لإيران، فهي بمثابة تقوية لإيران ووكيلها مقابل إضعاف الجانب الخليجي على الأرض اليمنية.

وقد حظيت تلك التحركات بالفعل بترحيب من الجانب الحوثي والإيراني، فبينما اعتبرتها جماعة الحوثي خطوة متقدمة نحو تحقيق السلام في اليمن، فإن وزارة الخارجية الإيرانية نظرت إليها -في حال لم تكن مناورة سياسية- على أنها خطوة نحو تصحيح أخطاء الماضي.

وهو ما أعرب عنه المتحدث باسم الوزارة سعيد خطيب زادة، مشيراً إلى ترحيب إيران بأي خطوة تأتي من قِبل المجتمع الدولي في إطار دعم اليمن بمواجهة "تلك الدول التي تشن عدواناً على الأراضي اليمنية".

تحميل المزيد