كشفت شبكة CNN الأمريكية عن تفاصيل من الحياة اليومية للرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن داخل البيت الأبيض، وقالت إن روتينه الرئاسي اليومي جاء بشكلٍ طبيعي أكثر من الرؤساء السابقين- مع كتيبة من عملاء الخدمة السرية، وتحديثات منتظمة عن أهم أسرار البلاد، وفريق صحفي حاضر دائماً.
الشبكة قالت في تقريرها الثلاثاء 16 فبراير/شباط 2021، إنه مع استقرار بايدن في الوظيفة التي سعى إليها مراراً على مدار ثلاثة عقود، وضع جدولاً منتظماً يشمل تناول القهوة في الصباح مع السيدة الأولى، والاجتماعات، والمكالمات الهاتفية من المكتب البيضاوي التي تبدأ في تمام التاسعة صباحاً، قبل العودة إلى مقر إقامته في السابعة مساءً.
كما أوضحت أنه أثناء عودته إلى المنزل مشياً، يحمل جو بايدن معه عادةً كومة من الملفات تحت ذراعه. وما يزال يحضر إلى المكتب حاملاً معه حقيبةً جلدية بنية اللون.
جو بايدن يُمهِّد طريقه الخاص
بعكس آخر أسلافه- عشاق المساء الذين كانوا يقضون ساعات الليل في قراءة ملفات الاطلاع (باراك أوباما) أو مشاهدة التلفاز (دونالد ترامب)-، يُعتبر جو بايدن من النوع الذي يخلد إلى النوم مبكّراً.
كما واصل عادته في قراءة رسائل الأمريكيين، التي يجد حفنةً منها مدسوسة وسط ملفات الاطلاع التي يصطحبها معه إلى المنزل كل أمسية. وتتمحور الرسائل حول الجائحة، حيث تحدث بايدن مؤخراً أيضاً عبر مكالمات الفيديو إلى أصحاب الأعمال والموظفين المسرحين من العمل الذين تحمّلوا أعباء الأزمة الاقتصادية.
فقد أجرى جو بايدن زيارات مفاجئة لبعض المكاتب أيضاً، حيث سأل الموظفين عن المهام التي يعملون عليها، وتشاور معهم بشأن تساؤلات محددة تتعلّق بخطط إغاثة كوفيد-19.
لم تُحبطه مجموعة الصحفيين الذين يتبعونه في كل تحركاته. إذ أظهر استعداداً للإجابة عن أسئلتهم أكثر من أوباما.
كما عادت جلسات إطلاع الرئيس اليومية، وهي تحديثات شديدة السرية من أهم أجهزة الاستخبارات في البلاد، إلى سابق عهدها بعد أن كانت تُعقد بشكلٍ متقطّع في عهد ترامب.
فيما يجلس بايدن في المكتب البيضاوي ليستمع إلى مجموعة من مسؤولي الاستخبارات إلى جانب كامالا هاريس- التي تستخدم جهاز آيباد لاستقبال الملفات عليه مثل أوباما. إذ أعرب عن تفضيله للتدفئة بموقد داخل المكتب البيضاوي، ويضع داخله قطع الخشب بنفسه أحياناً.
التنظيم والروتين
تُعتبر أيام جو بايدن أكثر تنظيماً من أيام ترامب، الذي بدأ مساعدوه في اقتطاع أجزاءٍ كبيرة من "مهامه التنفيذية" من أجل استيعاب أوقات مشاهدة التلفزيون والمكالمات الهاتفية.
فيما تُعد اجتماعات بايدن أكثر روتينية، رغم أنّها تستغرق وقتاً أطول من المعتاد عادةً. ولا يُعتبر باب المكتب البيضاوي مفتوحاً للجميع مثلما كان أحياناً في عهد ترامب.
حين يعجز جو بايدن عن لقاء مسؤول أو وزير وجهاً لوجه، يجري إدخال شاشة كبيرة إلى المكتب البيضاوي من أجل أن يُشارك الطرف الآخر في اجتماعٍ بتقنية الفيديو، كما حدث مع وزير النقل بيت بوتغيغ الأسبوع الجاري في اجتماعٍ عن البنية التحتية. وقد عُزِلَ بوتغيغ بعد ثبوت إصابة أحد أفراد أمنه بفيروس كورونا.
فيما استُخدِمَت الشاشة أيضاً لعرض الرسوم البيانية وبيانات تتبع جائحة كورونا خلال جلسات الاطلاع مع مسؤولي الصحة الفيدراليين.
أظهر جو وجيل بايدن علاقةً عاطفية علنية أكثر من أي زوجين رئاسيين مؤخراً، وهي علاقةٌ امتدت إلى لحظات خاصة يقضيانها معاً داخل البيت الأبيض. ولأول مرة منذ عقود، ليس هناك أطفالٌ يقيمون في المبنى. وقد ودّعته جيل مؤخراً بقبلٍ قبل رحلته الأولى على متن المروحية الرئاسية.