قال رجل الأعمال بيل غيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت، إن حالة الإبداع التي أطلقها فيروس كورونا سوف تجعل العالم أكثر استعداداً للجائحة القادمة، ومن الممكن أن تساعد في التخلص من الكثير من الأمراض العالمية، كشلل الأطفال والملاريا والحصبة، والتي تسبب كثيرا من الوفيات في الدول الفقيرة.
غيتس أضاف خلال مقابلة إذاعية، الإثنين 15 فبراير/شباط، مع مات جالواي، عبر هيئة الإذاعة الكندية: "الجائحة تعد مأساة كبيرة، لم نكن مستعدين لها. أخفقنا في التعامل معها عندما جاءت، ولكن هناك بعض الأشياء المبهرة التي حدثت".
وأضاف ثاني أغنى رجل في العالم لعام 2020، الذي ألف كتاباً جديداً بعنوان How to Avoid a Climate Disaster (كيف تتجنب كارثة مناخية): "يجب علينا التخلص من هذه الجائحة، والاستفادة منها كي نتفوق على الجائحة القادمة عندما تصل، ويمكن حينها خفض أعداد الحالات للغاية".
تابع غيتس، الذي يعد رئيساً مشاركاً لمؤسسة "بيل وميليندا غيتس" الخيرية وتبرع بـ1.75 مليار دولار لمكافحة فيروس كورونا، قائلاً "إن هناك دروساً مستفادة من الجائحة الحالية، وإن أمريكا فقدت تريليونات الدولارات، وتعتزم دفع المزيد من المال من أجل الإبداع".
قال كذلك إن الجائحة أدت إلى قطع أشواط كبيرة في الصحة العالمية وتطوير اللقاحات، بما في ذلك لقاحات الحمض النووي، ما قد يساعد في إنهاء أمراض أخرى موجودة في الدول الفقيرة.
وأضاف: "من خلال كمية الإبداع التي تعتزم البلاد الآن تمويلها، سوف نحقق تقدماً هائلاً على مستوى الصحة العالمية، ما يساعدنا ليس فقط في التأهب للجائحة القادمة، بل أيضاً في التخلص من شلل الأطفال والملاريا والحصبة، وجميع هذه الأمراض التي تسبب عديداً من حالات الوفاة، أغلبها في البلاد الفقيرة".
وحذر غيتس على مدى سنوات من أن العالم لم يكن متأهباً لأي جائحة عالمية. ففي عام 2015، كان خطابه في سلسلة مؤتمرات "تيد" يحمل عنوان "التفشي القادم؟ لسنا مستعدين".
قال غيتس: "كانت هناك أخطاء ارتُكبت عندما لم نكن مستعدين قبل أن تضرب الجائحة. حديثي في عام 2015 كان بشأن البنية التحتية التي كنا في حاجة إليها، بل وممارسة ما أطلقت عليه الألعاب الجرثومية، وهو أشبه بألعاب الحروب، لكنك تحاكي المرض".
بيل غيتس هدف لنظريات المؤامرة
واستُهدف غيتس في سلسلة من نظريات المؤامرة، بما فيها نظرية مؤامرة زعمت أنه صنع مرض كوفيد-19 في مختبر، وأنه يقف وراء خطة لاستزراع رقاقات داخل البشر لمكافحة الفيروس.
أجاب عن ذلك قائلاً: "ثمة ما يصل إلى ملايين من الرسائل التي تقول هذه الأشياء. أتمنى أن نتمكن من جعل الحقائق مثيرة للاهتمام أكثر من نظريات المؤامرة".
وأوضح أنه يأمل أن تكون منصات الإعلام الرئيسية والرقمية أكثر إبداعاً حول طرق جعل الناس يدركون الحقائق.