قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الجمعة 12 فبراير/شباط 2021، إنه لا يرى "مجالاً لأي قلق أو تفاؤل" بخصوص التعامل مع إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، في ظل استكشاف العلاقة حالياً بين القاهرة وواشنطن.
جاء ذلك في تصريحات تلفزيونية لشكري، وصف فيها العلاقات الأمريكية المصرية على مدى 4 عقود بأنها "وثيقة واستراتيجية، وفيها الكثير من أوجه التعاون"، مضيفاً: "بالطبع هناك نقاط اتفاق واختلاف، والاختلاف لا يعني التباعد، خاصة أننا نصل لنقطة توافق".
شكري علّق أيضاً على إتمام الاتصال بين الإدارتين الأمريكية والمصرية، وقال إن "الاتصال مستمر مع سفارة مصر بواشنطن، وهناك تواصل مع المسؤولين بالخارجية الأمريكية ومجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض".
أما حول وجود قلق لدى الخارجية بشأن إدارة بايدن، فأجاب شكري: "القلق ليس له محل في إطار العلاقات الدولية، لكن الإدارة لم توضح موقفها بعد إزاء العديد من القضايا الإقليمية، وعلينا أن نستكشفها، وحينها نقيم ونحكم على المسار والاحتياج المشترك للعمل على مواجهة التحديات".
أضاف شكري: "لا أرى مجالاً لأي قلق، وليس هناك مجال لأي تفاؤل، ولكنها إدارة علاقات تتم بشكل طبيعي".
ضغوط متوقعة على مصر
حتى تاريخ اليوم لم يتصل الرئيس الأمريكي بايدن بعد بالرئيس السيسي، فيما يعول معارضون مصريون على إدارة بايدن في الضغط على القاهرة بشأن الملف الحقوقي.
كان بايدن قد انتقد السيسي في يوليو/تموز 2020، ووصفه بأنه "ديكتاتور ترامب المفضل"، وتوعّد حينها أيضاً بأنه لن يكون هناك المزيد من الدعم للسيسي، إذا ما فاز في انتخابات الرئاسة.
كذلك كان بايدن قد انتقد بشدة اعتقال وتعذيب نشطاء في مصر، متوعداً حينها الرئيس المصري بالقول: "لن يكون هناك شيكات على بياض للديكتاتور المفضل لدى ترامب"، وفق تعبيره.
يتوقع محللون أنه مع وصول بايدن لسدة الرئاسة في أمريكا، يمكن أن تتعرض القاهرة لمزيد من الضغوط بسبب ملفات حقوق الإنسان، والتي قد تأخذ حيزاً كبيراً في علاقة الإدارة الديمقراطية مع السيسي، بعد أن تغاضى ترامب تماماً عن هذا الملف طوال فترة رئاسته.
كان بايدن عندما أعلن ترشيح نفسه العام الماضي، قد قال إن "القيم الأساسية لهذه الأمة ومكانتنا في العالم، وكل ما جعل من أمريكا أرض الحرية والديمقراطية في خطر كبير الآن (تحت رئاسة ترامب)".
ويقبع الآلاف من المعارضين السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان والمحامين المؤيدين للديمقراطية في السجون المصرية، ما أدى إلى إدانة واسعة النطاق من مختلف المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان.
يذكر أن صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، كانت قد قالت في أكتوبر/تشرين الأول 2020، إن 56 نائباً ديمقراطياً في الكونغرس الأمريكي وجهوا رسالة إلى السيسي، مفادها أن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر لن يتم التسامح معها إذا فاز بايدن بالرئاسة، محذرين من اللجوء للعقوبات في حال تجاهل هذه الرسالة.
وذكر المشرعون في رسالتهم أسماء أكثر من 20 ناشطاً ومحامياً ومعارضاً سياسياً وصحفياً، قالوا إنهم تعرضوا للسجن التعسفي، وتشمل القائمة الناشط السياسي المحتجز منذ أكثر من عام رامي شعث، والناشط المسيحي القبطي رامي كامل.