أظهر لقاح أكسفورد-أسترازينيكا أعراضاً جانبية حادة وسط شريحة واسعة من الأطباء الذين تم تطعيمهم ضد فيروس كورونا بواسطة اللقاح البريطاني، مما أدى إلى ارتفاع حدة التشكيك بفاعلية اللقاح في الأوساط الطبية بباريس وروما، ورفض عدد كبير من الأطباء تلقيه.
صحيفة The Times البريطانية قالت السبت 13 فبراير/شباط 2021 إن فرنسا قد وضعت طاقمها الطبي في حالة تأهب بعد إصابة أطباء بـ"أعراض إنفلونزا حادة" بعد حقنهم بالجرعة الأولى من اللقاح.
أعراض شديدة لدى المتلقين
بحسب الصحيفة، فقد ظهرت في الأيام الأربعة الأولى من التطعيم بلقاح أسترازينيكا، 149 حالة مصابة بأعراض حادة بين الأطباء الذين اضطروا إلى التوقف عن العمل حتى تعافيهم، وذلك وفقاً لوكالة سلامة الأدوية الوطنية الفرنسية ANSM.
فيما أبلغ متلقو لقاح أسترازينيكا، الذين يبلغ متوسط أعمارهم 34 عاماً، عن إصابتهم بارتفاع في درجات الحرارة وأوجاع وصداع. وحتى الآن تلقى 10 آلاف من العاملين في مجال الرعاية الصحية التطعيم.
من جانبها، نصحت السلطات الطبية الحكومية المستشفيات والمرافق الأخرى بتطعيم موظفيها على مراحل لضمان عدم تعطل الخدمات.
وقصرت فرنسا اللقاح البريطاني على الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عاماً بعد تصريح الرئيس ماكرون بأنه لم تثبت فاعليته على كبار السن.
أما الممرضات والأطباء فيتجنب الكثير منهم هذا اللقاح لاعتقادهم بعدم فاعليته.
فقد أفادت محطة الإذاعة الحكومية France Info أنهم "يحاولون تجنب لقاح أسترازينيكا، الذي يعتبرونه درجة ثالثة مقارنة بلقاح فايزر-بيونتك".
أطباء إيطاليا يرفضون اللقاح
في إيطاليا كذلك، رفض عدد كبير من أطباء القطاع الخاص تلقي لقاح أسترازينيكا، حيث طالب البعض بتلقي لقاح فايزر بدلاً منه.
وقال أحد الأطباء في روما أثناء انتظار دوره لتلقي اللقاح: "هل يُعقل أنه حتى البستانيين العاملين في المستشفيات يحقنون بلقاحات فعالة بينما يقدمون لنا نحن الأطباء، العرضة للعدوى كل يوم، شيئاً أقل كفاءة؟".
السلطات الصحية الإيطالية قصرت استخدام لقاح أسترازينيكا على الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 55 عاماً، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن اختبارات اللقاح على كبار السن كانت محدودة، ولأن فاعلية لقاح أسترازينيكا أيضاً قُدرت
بنسبة 59% بعد تلقي جرعتين منه، أي أقل بكثير من فاعلية لقاح فايزر التي بلغت نسبتها 95% وفاعلية مودرنا بنسبة 94.1%.
وقال متحدث باسم السلطة الصحية: "نريد ادخار لقاحي فايزر ومودرنا للإيطاليين الأكبر سناً والأكثر عرضة للإصابة بالمرض لأنهما أكثر كفاءة".
وقد ساعد ذلك في إقناع كثيرين ممن تقل أعمارهم عن 55 عاماً بأنه من الأفضل لهم انتظار تطعيمهم بلقاح فايزر أو مودرنا. ولكن قدرة الإيطاليين على الاختيار تظل محل شك، نظراً لأن 1.53 مليون شخص فقط تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح حتى الآن، مقارنة بـ 14 مليوناً في المملكة المتحدة.
ويجري خبراء اللقاحات في منظمة الصحة العالمية مباحثات لاتخاذ قرار بشأن توصيات استخدام لقاح أسترازينيكا/أكسفورد بما في ذلك لدى المسنين، فيما علّقت جنوب إفريقيا إطلاق برنامج التحصين باستخدام هذا اللقاح في ظل مخاوف من عدم فاعليته ضد نسخة كورونا المتحوّرة، كما حصرت عدة دول من بينها ألمانيا فئة المستفيدين من اللقاح بمن دون 65 عاماً.