على وقع التفجيرات شبه اليومية التي تشهدها البلاد، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية، السبت 13 فبراير/شباط 2021، مقتل 30 عنصراً من حركة طالبان في تفجير داخل مسجد بمقاطعة دولت آباد، في ولاية بلخ شمال غربي البلاد، فيما قُتل 5 من قوات الأمن، وأُصيب بعض المدنيين.
إذ قالت الوزارة، في بيان، إن المقاتلين كانوا مجتمعين في المسجد للتدرب على صنع القنابل، منوهة إلى أن من بين القتلى 6 أجانب (لم تحدد جنسياتهم).
فيما لم يصدر أي تعقيب من طالبان حول بيان وزارة الدفاع.
في وقت سابق اليوم، قُتل 5 من أفراد قوات الأمن الأفغانية، بينهم قائد، فضلاً عن إصابة 7 عناصر شرطة بجروح خطيرة، و3 مدنيين، في تفجيرات في شرق وجنوب البلاد.
بعض تلك التفجيرات تمت عبر سيارات مفخخة، أحدها استهدف موقعاً أمنياً في مقاطعة أرغنداب بولاية قندهار (جنوب)، وآخر استهدف سيارات الشرطة بولاية كونار شرقي البلاد.
فريد مشال، مدير شرطة الولاية، أشار إلى أن التفجيرات التي حدثت، السبت، تسببت في إلحاق أضرار بمدرسة وعدد من المنازل المجاورة.
وإلى الآن لم تُعلن أي جماعة مسلحة مسؤوليتها على الفور عن الهجمات التي تأتي وسط تصاعد العنف في أفغانستان، مع اشتداد حدة الاشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحي حركة طالبان.
تفجيرات شبه يومية
يذكر أن يوم الخميس، 11 فبراير/شباط 2021، لقي 31 عنصراً من حركة طالبان، بينهم قيادات لدى الحركة، مصرعهم في غارة للقوات الجوية الأفغانية، بولاية بلخ، شمالي البلاد.
جاءت تلك العملية بعدما شنّت القوات الجوية غارة على أهداف لطالبان، في منطقة "تشاربولاق" التابعة لبلخ، بحسب بيان صادر عن قيادة فيلق شاهين 209 الأفغانية.
سبق هذا التطور الجديد تصريحات للأمم المتحدة، تفيد بأن مسلحين مجهولين هاجموا موكباً للمنظمة الدولية على مشارف العاصمة الأفغانية، الخميس، فقتلوا خمسة من أفراد الأمن الأفغان كانوا يرافقون عربات الأمم المتحدة.
بينما نفى متحدث باسم حركة طالبان علاقتهم بهذا الهجوم الذي وقع قرب كابول، لكن مسؤولاً بوزارة الداخلية الأفغانية أكد أن الحركة تقف وراءه.
جدير بالذكر أن الهجمات على القوات الدولية والأجانب نادرة الحدوث منذ أن وقّعت طالبان اتفاقاً مع واشنطن قبل نحو عام لانسحاب القوات.
الهجمات تتركز في المراكز الحضرية
غير أن الهجمات على الأفغان تصاعدت في أنحاء البلاد، وتتركز الهجمات في المراكز الحضرية، رغم محادثات السلام التي يقول مسؤولون إنها تكاد تكون متوقفة مع تصاعد العنف.
كما هزت أربعة انفجارات كابول، الأربعاء 10 فبراير/شباط 2021، ما أسفر عن مقتل اثنين أحدهما قائد بالشرطة، كان يعكف على إعادة الأمن للمدينة التي تشهد اغتيالات على نحو شبه يومي.
أيضاً وقع انفجار آخر في وقت لاحق من اليوم ذاته بالقرب من فندق سيرينا الدولي، لكن متحدثاً باسم الشرطة قال إنه لم يسفر عن ضحايا.
فيما نفت الحركة ضلوعها في موجة جديدة من الاغتيالات الموجهة التي اتهمتها الحكومة والعديد من القوى الأجنبية بالمسؤولية عنها.
كذلك، شهدت البلاد مقتل خمسة موظفين حكوميين في هجومين منفصلين في كابول، يوم الثلاثاء 9 فبراير/شباط 2021، بعدما فتح مسلحون مجهولون النار على سيارة تُقلّ موظفي إدارة محلية للتنمية الاقتصادية في جنوب العاصمة.
كثير من هذه الهجمات المتكررة تتم عبر استخدام قنابل لاصقة صغيرة، وعبوات ناسفة على جانب الطريق، فضلاً عن عمليات إطلاق نار، وهو ما يثير مخاوف لدى المسؤولين والناشطين والصحفيين الأفغان.
فقد أدت سلسلة التفجيرات شبه اليومية على الطرق في الأسابيع القليلة الماضية إلى مقتل مسؤولين حكوميين وقضاة وصحفيين ونشطاء.
تعثُّر المفاوضات
يأتي هذا العنف المتواصل والمُتبادل في الوقت الذي تعثرت فيه محادثات السلام التي جرت في قطر بوساطة أمريكية، بين ممثلين عن الحكومة الأفغانية وطالبان خلال الأشهر الماضية.
حيث يقوم فريق الرئيس الأمريكي جو بايدن بمراجعة اتفاق إرساء السلام الذي أبرمته حكومة سلفه دونالد ترامب مع طالبان، في فبراير/شباط 2020. ويقضي الاتفاق بمغادرة جميع القوات الأمريكية والقوات المتحالفة أفغانستان، بحلول الأول من مايو/أيار 2021.
تجدر الإشارة إلى أن أفغانستان تعاني حرباً منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم طالبان، لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.