أوصت فرنسا، الجمعة 12 فبراير/شباط 2021، بإعطاء جرعة واحدة فقط من اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد، بالنسبة للأشخاص الذين سبق لهم الإصابة بالفيروس، لتصبح بذلك أول دولة في العالم تصدر مثل هذه التوصية.
حيث قالت الهيئة العليا للصحة الفرنسية، إن الأشخاص الذين تعافوا من كوفيد-19 قد طوروا بالفعل ذاكرة مناعية أثناء إصابتهم السابقة، وبالتالي فإن الجرعة الواحدة ستلعب دوراً للتذكير، داعية إلى الانتظار فترة تفوق ثلاثة أشهر بعد الإصابة، ومن المستحسن ستة أشهر، قبل تلقي هذه الجرعة "الواحدة".
هذه التوصية لا تزال بحاجة لموافقة الحكومة الفرنسية، كي يتم اعتمادها رسمياً في البلاد. إلا أن الحكومة عادةً ما تنفذ توصيات الهيئة العليا للصحة.
حتى الآن لم تبتَّ أي دولة بوضوح في أمر التلقيح بجرعة واحدة للأشخاص الذين أصيبوا بكوفيد-19 قبل التلقيح.
فوائد صحية ومواجهة النقص في الإمدادات
لكن الحكومة الفرنسية سبق أن اعتبرت في نهاية يناير/كانون الثاني 2021، أنه لا يمكن زيادة المهلة بين جرعتي لقاح فايزر، خلافاً للتوصية التي أصدرتها قبل أيام من ذلك الهيئة العليا.
الباحثون الذين أجروا تلك الأبحاث، لفتوا إلى أن إعطاء جرعة واحدة للأشخاص الذين سبق أن أصيبوا بالمرض، يمكن أن يتيح ادخار جرعات في إطار نقص الإمدادات، هذا بخلاف الفوائد الصحية، كما يقولون.
يُذكر أنه تم التطرق إلى هذا الحل خلال الأيام الماضية، في عدة دراسات أجريت بالولايات المتحدة وإيطاليا، لكن لم يتم تقييمها بعد من قِبل علماء آخرين.
التقدم في حملة التلقيح
إذ تراهن السلطات الصحية المحلية كثيراً على التقدم في حملة التلقيح لمواجهة وضع وبائي هش على طريق ما زال طويلاً.
يجدر الإشارة إلى أنه حتى يوم الخميس 11 فبراير/شباط الجاري، تلقى 2.135.33 شخصاً جرعة واحدة على الأقل من اللقاح في فرنسا، بينهم 535.775 تلقوا جرعتين.
ومنذ بدء الجائحة، سُجلت 3.4 مليون إصابة في فرنسا.
فيما يُرجح أن عدداً أكبر من الأشخاص قد أصيبوا بالفيروس التاجي خلال الموجة الأولى، حين لم تكن الفحوصات متوافرة بشكل كبير.
جدير بالذكر أن اللقاحات الثلاثة المرخص لها حالياً في الاتحاد الأوروبي هي فايزر/بايونتيك، وموديرنا، وأسترازينيكا/أكسفورد، وتتطلب جرعتين لكي تكون فعالة بالكامل لدى الأشخاص الذين لم يصابوا قط بالمرض.
فيما تدرس الوكالة الأوروبية للأدوية حالياً مدى إمكانية اعتماد لقاح جونسون آند جونسون الذي يعطى بجرعة واحدة.
إصابات كورونا العالمية
إلى ذلك، أظهر إحصاء لوكالة رويترز، الجمعة 12 فبراير/شباط الجاري، أن ما يربو على 107.85 مليون شخص أُصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى مليونين و368363.
فقد تم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر/كانون الأول 2019.