أعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس جو بايدن أعرب لنظيره الصيني شي جينبينغ، مساء الأربعاء 10 فبراير/شباط 2021، عن قلقه بشأن أوضاع حقوق الإنسان في كلّ من هونغ كونغ وشينغيانغ، في أول محادثة هاتفية بين الرجلين منذ تسلّم بايدن مهامه في 20 كانون الثاني/يناير 2020.
الرئاسة الأمريكية قالت، في بيان، إنّ بايدن هنأ الشعب الصيني بمناسبة احتفالات رأس السنة القمرية الجديدة، وأضافت وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية أنّ الرئيس الأمريكي "أكّد على مخاوفه العميقة بشأن الممارسات الصينية الاقتصادية القسرية وغير العادلة، والقمع في هونغ كونغ، وانتهاكات حقوق الإنسان في شينغيانغ، والإجراءات الحازمة المتزايدة في المنطقة، بما في ذلك تجاه تايوان".
فريق لمراجعة الملف الصيني
وأتت المكالمة الهاتفية بين الرئيسين الأمريكي والصيني بُعيد ساعات على زيارة قام بها بايدن إلى البنتاغون، وأعلن خلالها أنه شكّل فريق عمل في الوزارة مكلّفاً بملف الصين، وأنّه أمر بإجراء مراجعة للمقاربة الاستراتيجية العسكرية للمخاطر التي تشكّلها بكين.
وكان بايدن اعتبر في مقابلة بثّت الأحد أنّ الخصومة بين الولايات المتحدة والصين ستتّخذ شكل "منافسة قصوى"، مع تأكيده في الوقت نفسه أنّه يريد تجنّب أي "نزاع" بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
وقال بايدن في المقابلة التي أجرتها معه شبكة "سي بي إس" إنّ نظيره الصيني "قاسٍ جداً. ليس هناك ذرة من الديمقراطية في شخصه، ولا أقول ذلك من باب الانتقاد، إنّها الحقيقة فقط".
والأربعاء أكّد مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية أنّ الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب على واردات صينية ستبقى سارية في الوقت الراهن في انتظار الانتهاء من المراجعة الشاملة للاستراتيجية التجارية الأمريكية.
وقال المسؤول طالباً عدم نشر اسمه "لم نتّخذ بعد قراراً في هذا الشأن".
وأضاف "ستحدث تغييرات في سياستنا التجارية تجاه الصين، ولكنّها لن تحدث فوراً، وفي الانتظار لن نزيل الرسوم الجمركية"، مؤكّداً رغبة البيت الأبيض في وضع هذه الاستراتيجية "بالتعاون مع الحلفاء".
أزمة الإيغور المسلمين
ويؤكّد خبراء أجانب أنّ أكثر من مليون شخص من الإيغور المسلمين الذين يشكّلون الأقليّة العرقية الرئيسية في إقليم شينغيانغ، احتجزوا خلال السنوات الأخيرة في معسكرات "لإعادة التأهيل السياسي".
وتخضع هذه المنطقة شبه الصحراوية التي لها حدود خصوصاً مع باكستان وأفغانستان لمراقبة مشدّدة من قبل الشرطة منذ سلسلة من الهجمات القاتلة التي ارتكبت في الصين ونسبت إلى انفصاليين وإسلاميين إيغور.
لكنّ بكين تنفي احتجاز هؤلاء الإيغور في معسكرات اعتقال، وتقول إنّ هذه مجرد مراكز للتدريب المهني تهدف إلى إبعاد سكان الإقليم عن إغواء الإسلام المتطرّف والإرهاب والنزعات الانفصالية.
أما في هونغ كونغ فصعّدت بكين من حملتها القمعية واعتقلت ناشطين مهمّين بعدما فرضت قانوناً جديداً للأمن القومي في أعقاب احتجاجات حاشدة شهدتها المستعمرة البريطانية السابقة التي تعهّدت بكين في السابق باحترام الحكم الذاتي الذي تتمتّع به.