تجددت في مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور غربي السودان، الثلاثاء 9 فبراير/شباط 2021، الاحتجاجات العنيفة على خلفية حادثة مقتل مزارع على أيدي مجهولين، كما اندلعت أعمال شغب ونهب في المدينة، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
إذ اندلعت صباح الإثنين، 8 فبراير/شباط، أحداث شغب وقعت إثر تجمع أهل المزارع المقتول وإغلاق طرق رئيسية بالمدينة، للمطالبة بالقبض على الجناة، دون تفاصيل أكثر عن سبب القتل أو الإجراءات التي اتُّخذت بحق ملاحقة الجناة.
أحداث شغب في احتجاجات السودان
قال شهود عيان للأناضول، إن مئات المحتجين خرجوا إلى شوارع المدينة؛ حيث أحرق بعضهم مقار حكومية بينها مكتب أرشيف النيابة العامة، وديوان الضرائب، ومكتب شؤون الخدمة.
كما أردف الشهود أن بعض المحال التجارية في "السوق الكبير" بالمدينة تعرضت للنهب. وأشاروا إلى أن المحتجين أتلفوا العديد من السيارات الخاصة والحكومية، بينها سيارتا شرطة.
فيما لم يتسن للأناضول على الفور الحصول على تعليق من قبل حاكم الولاية محمد حسن عربي لتوضيح ما يجري بمدينة الفاشر.
بعد مقتل مزارع في مدينة الفاشر
من جهتها، أوضحت حكومة شمال دارفور في بيان لها، الثلاثاء، أن الأحداث التي شهدتها مدينة الفاشر، الإثنين، تعود إلى أن مجموعة من أصحاب المواشي التي تم ضبطها بموقع حادثة مقتل المزارع، مهدي مطر إدريس، قد تجمعوا بإعداد كبيرة وهم يحملون الأسلحة وعلى ظهور السيارات.
كما قالت إنهم قاموا باقتحام الموقع الذي قام فيه الأهالي بحجز المواشي، وتم فك حجز جميع المواشي (الإبل) المحتجزة بعد إطلاق كثيف للرصاص والأعيرة النارية قبل أن يتوجهوا شرقاً .
أضاف البيان أن المواطنين المعتصمين في مكان احتجاز الإبل بالبورصة بمدخل المدينة الشرقي خرجوا بعدها في مظاهرات سلمية حاشدة نحو وسط المدينة، قبل أن تتحول إلى أعمال شغب وعنف وتخريب.
حسب البيان فقد انضم إلى المظاهرة عند وصولها إلى وسط المدينة "عدد من المخربين وأصحاب الأجندة السياسية استغلالاً للحدث"، الأمر الذي أدى إلى إتلاف وحرق الممتلكات العامة والخاصة، ما استدعى تدخل قوات الشرطة التي حاولت تفريق الجموع عبر عبوات الغاز المسيل للدموع فقط لحماية الممتلكات.
حظر التجول في مدن سودانية
أحداث الشغب دفعت ولاية شمال دارفور، غربي السودان، إلى فرض حظر تجوال ليلي بمدينة الفاشر التابعة لها، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية (سونا)، في ثاني حظر تجوال تعلنه ولاية سودانية على خلفية أحداث عنف خلال يوم الإثنين.
كما أوضحت أن لجنة أمن ولاية شمال دارفور في اجتماعها الطارئ مساء الإثنين، أصدرت قراراً بحظر التجول في مدينة الفاشر، اعتباراً من الساعة 6 مساء (16.00 ت.غ) حتى الساعة 6 صباحاً (4.00 ت.غ)، وتعليق الدراسة 3 أيام.
أشارت إلى أن الحظر جاء على خلفية "أحداث تخريب وحرق طالت البورصة السلعية ومباني الحكومة بالمدينة وسيارة شرطة".
ومن آنٍ إلى آخر، تشهد مناطق عديدة في دارفور اقتتالاً دموياً بين القبائل العربية والإفريقية، ضمن صراعات على الأرض والموارد ومسارات الرعي.
إذ أصدر حاكم ولاية شمال كردفان جنوبي السودان، الإثنين، قراراً بإعلان حالة الطوارئ بجميع أنحاء الولاية، بالإضافة إلى حظر تجوال ليلي من الساعة 6 مساء (16.00 تغ) حتى الساعة 6 صباحاً (4.00 تغ)، عقب احتجاجات شعبية صاحبتها "أعمال عنف".
وصباح الإثنين، اندلعت احتجاجات طلابية بمدينة الأبيض في "شمال كردفان"، صاحبتها أعمال عنف وحرق لممتلكات عامة وخاصة، وذلك للمطالبة بتوفير مقومات الحياة من خبز ومواصلات.
الاحتجاجات تصل مدناً أخرى في السودان
فقد أطلقت الشرطة السودانية قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الرصاص الحي في الهواء لتفريق تظاهرات بمدينة نيالا، مركز ولاية جنوب دارفور غربي السودان، الثلاثاء؛ احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية.
إذ أفاد شهود عيان، لمراسل الأناضول، بأن مئات المتظاهرين خرجوا في وسط نيالا؛ حيث أحرق بعضهم إطارات سيارات في الشوارع.
أضاف الشهود أن الشرطة أطلقت عبوات الغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية في الهواء لتفريق المتظاهرين، الذين رددوا شعار "سلمية.. سلمية". ولفتوا إلى أن عمليات الكر والفر ما زالت مستمرة بين المتظاهرين وقوات الأمن حتى الساعة 12:25 ت.غ.
كما أشار الشهود إلى انتشار كثيف لقوات الأجهزة الأمنية في سوق نيالا الكبرى، التي شهدت مصادمات بين قوات الشرطة والمتظاهرين؛ ما اضطر السلطات المحلية إلى إغلاق السوق، مع ارتفاع وتيرة المظاهرات، و"تتريس" الشوارع.
من جانبه، رفض والي (حاكم) ولاية جنوب دارفور، موسى مهدي، التعليق لوكالة الأناضول على التظاهرات والأوضاع الأمنية في ولايته؛ عازياً ذلك إلى انشغاله بمتابعة ما يجري في الشارع.