واشنطن تبحث آلية لإحياء الاتفاق النووي.. تدرس منح طهران امتيازات اقتصادية مقابل وقف تخصيب اليورانيوم

عربي بوست
تم النشر: 2021/02/08 الساعة 21:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/02/08 الساعة 21:38 بتوقيت غرينتش
بايدن، والمرشد الإيراني علي خامنئي - عربي بوست

قالت ثلاثة مصادر مطلعة، الإثنين 8 فبراير/شباط 2021، إن الولايات المتحدة تبحث مجموعة من الأفكار حول كيفية إحياء الاتفاق النووي الإيراني، من ضمنها خيار يتخذ فيه الجانبان خطوات صغيرة دون الالتزام الكامل، لكسب الوقت.

إذ بإمكان مثل هذا النهج المعتدل أن يبطئ تدهور العلاقات منذ إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق في 2018، وتجمد انتهاكات إيران اللاحقة التي جعلتها تقترب أكثر من مستوى تخصيب اليورانيوم للاستخدام في الأسلحة.

بحث خيارات لإحياء الاتفاق النووي مع إيران

قد ينطوي هذا الخيار على إتاحة واشنطن امتيازات اقتصادية لطهران ذات قيمة أقل من تخفيف العقوبات الذي نص عليه اتفاق 2015 مقابل توقف إيران أو ربما تراجعها عن انتهاكاتها للاتفاق.

فيما أكدت المصادر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يقرر سياسته بعد. ولا يزال موقفه المعلن هو استئناف إيران التزامها الكامل بالاتفاق قبل أن تفعل الولايات المتحدة ذلك.

في المقابل فقد سبق أن قال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، يوم الأحد، إن قرار طهران "النهائي الذي لا رجعة فيه" هو أنها لن تعود إلى الامتثال للاتفاق النووي الموقع عام 2015 إلا إذا رفعت واشنطن العقوبات عنها.

جاءت تصريحات خامنئي رداً على ما صرح به الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن الولايات المتحدة لن ترفع العقوبات لمجرد عودة إيران إلى طاولة التفاوض. ويبدو أن تصريحات خامنئي وبايدن توضيح لموقف الجانبين من إحياء الاتفاق النووي وسبل تحقيق ذلك.

قيود على تخصيب اليورانيوم

في حين فرض الاتفاق، الذي وقعته طهران مع ست قوى كبرى، قيوداً على أنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية، بما يجعل إنتاج أسلحة نووية أمراً أكثر صعوبة، وذلك في مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية والعقوبات الأخرى. ودأبت إيران منذ فترة طويلة، على نفى أي مسعى لامتلاك أسلحة نووية.

لكن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، انسحب من الاتفاق في 2018، ووصفه بأنه يصب في مصلحة طهران، وأعاد فرض العقوبات التي شلت الاقتصاد الإيراني.

رفع العقوبات مقابل الالتزام الكامل

كذلك فقد نقل التلفزيون الإيراني عن خامنئي، قوله في اجتماع مع قادة القوات الجوية: "إيران أوفت بجميع التزاماتها بموجب الاتفاق وليس الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث… إذا أرادوا من إيران العودة لالتزاماتها فيجب على الولايات المتحدة أن ترفع بشكل عملي… جميع العقوبات".

وأضاف: "إذا تأكدنا من رفع كل العقوبات فعلاً، فعند ذلك سنعود إلى الالتزام الكامل، إنه القرار النهائي الذي لا رجعة فيه، وكل المسؤولين الإيرانيين متفقون عليه".

ومع إصرار إيران على أن ترفع الولايات المتحدة العقوبات قبل أن تستأنف الامتثال للاتفاق، طالبت واشنطن بالعكس.

وخلال مقتطف من مقابلة مع قناة (سي.بي.إس نيوز)، مسجلةٍ يوم الجمعة وأذعيت الأحد، قال بايدن: "لا"، رداً على سؤال عما إذا كانت واشنطن سترفع العقوبات لحمل إيران على العودة إلى طاولة التفاوض.

للرد على سؤال عما إذا كان ينبغي لطهران وقف التخصيب أولاً، أومأ بايدن برأسه. ولم يتضح ماذا كان يعنيه بايدن بالضبط، إذ إن الاتفاق النووي المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم إلى نسبة 3.67%.

كانت إيران قد قالت في يناير/كانون الثاني 2021، إنها استأنفت تخصيب اليورانيوم إلى مستوى نقاء نسبته 20% في منشأة فوردو النووية تحت الأرض، وهو ما يزيد كثيراً على الحد المنصوص عليه في الاتفاق النووي وإن كان أقل بكثير من نسبة 90% اللازمة لصنع أسلحة.

تحميل المزيد