قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، السبت 6 فبراير/شباط 2021، إن "السعودية شريك أمني مهم"، لكنه أشار إلى أن بلاده ستركز على قضية حقوق الإنسان في المملكة، وذلك خلال أول اتصال بينه وبين نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان.
بلينكن قال في تغريدة على تويتر إننا "سنواصل عملنا المشترك للدفاع عن المملكة من التهديدات الخارجية"، مضيفاً أن بلاده "ستعمل أيضاً على تكثيف الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع في اليمن، مع التركيز على قضايا حقوق الإنسان في السعودية، وذلك في إطار العلاقات المشتركة".
كان بلينكن قد وصف الأسبوع الماضي، في حوار مع قناة NBC الأمريكية، مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلده بمدينة إسطنبول في تركيا بـ"العمل المشين"، وأكد أن "واشنطن تراجع علاقتها مع السعودية لتضمن أنها تتماشى مع المصالح والمبادئ الأمريكية".
والاتصال الذي أجراه بلينكن يوم الجمعة الماضي مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، تناول العلاقات الثنائية بين البلدين، وموضوعات أخرى ذات اهتمام مشترك، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية السعودية.
الوزارة أشارت في بيانها إلى أن الوزير السعودي بعد تهنئة نظيره الأمريكي على توليه حقيبة الخارجية، أعرب عن رغبة بلاده في العمل مع إدارة الرئيس جو بايدن "لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة".
كما أوضح البيان أن الطرفين تناولا خلال الاتصال العلاقات التاريخية والاستراتيجية القائمة بين بلديهما، فضلاً عن موضوعات أخرى ذات اهتمام مشترك.
أمريكا تريد إنهاء حرب اليمن
وجاء هذا الاتصال غداة إعلان الولايات المتحدة عن وقف دعم الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، وتعيين مبعوث هناك للدفع باتجاه حل دبلوماسي.
كما أكدت واشنطن أن القرار اتُّخذ بعد التواصل مع مسؤولين من السعودية والإمارات، منعاً لـ"سياسة المفاجأة".
تزامن ذلك أيضاً مع إعلان بايدن، الخميس الماضي، عن وضع حد لـ"الدعم" ولـ"مبيعات الأسلحة" الأمريكية للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، وقال إن بلاده "تعزز جهودها الدبلوماسية لإنهاء الحرب في اليمن، وهي حرب أنشأت كارثة إنسانية واستراتيجية".
كما شدّد الرئيس الأمريكي على أن "هذه الحرب يجب أن تنتهي"، وأضاف "تأكيداً على تصميمنا، فإننا ننهي كل الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في الحرب في اليمن، بما في ذلك مبيعات الأسلحة".
تأتي هذه الخطوات بعد أن تعهّد بايدن خلال حملته الانتخابية بمنع استخدام الأسلحة الأمريكية في العمليات العسكرية في اليمن، التي يشنها التحالف الذي تشكل فيه الإمارات ثاني أكبر قوة بعد السعودية.
في قرار آخر حول الملف اليمني، قالت الولايات المتحدة، الجمعة 5 فبراير/شباط 2021، إنها ستلغي قرار تصنيف جماعة "الحوثي" اليمنية التي تقاتلها السعودية، على أنها منظمة إرهابية، لتلغي بذلك أحد أكثر القرارات التي تعرضت لانتقاد، واتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قبيل تسليمها السلطة لإدارة الرئيس بايدن.
في هذا الصدد، بدأ وزير الخارجيّة الأمريكي بلينكن، يوم الجمعة الماضي، إجراءات شطب "الحوثيّين" من لائحة الإرهاب، وقال متحدّث باسم وزارة الخارجية "أبلغنا الكونغرس رسمياً بنيّة وزير الخارجية إلغاء هذه التصنيفات"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
يُذكر أن النزاع في اليمن أودى بحياة آلاف الأشخاص، وأثار مجاعة واسعة النطاق وأزمة إنسانية تعتبر من الأسوأ في العالم.