كشف أحد كبار مستشاري اللقاحات في الحكومة البريطانية، مساء السبت 6 فبراير/شباط 2021، أن أول البيانات الفعلية من توزيع اللقاح تُظهر "أدلة مبشرة" على فاعلية النهج الذي اتبعته المملكة في تأخير الجرعة الثانية، وهي استراتيجية نالت كثيراً من النقد داخلياً وخارجياً.
صحيفة The Times البريطانية نقلت عن البروفيسور أنتوني هارندن، نائب رئيس اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين، تأكيده على أن الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من التطعيم ضد كورونا يتمتعون بـ"مستويات عالية من الحماية"، وأن خطة الحكومة في تأخير الجرعة الثانية وتقديم الجرعة الأولى لأكبر عدد من المواطنين ساهم بشكل كبير في تقليل العدوى وإنقاذ الأرواح.
ويُتوقع أن تنشر هيئة الصحة العامة في إنجلترا هذه البيانات في غضون أيام، والتي من شأنها مساعدة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ومستشاريه في وضع اللمسات الأخيرة على خطط تخفيف الإغلاق على مستوى البلاد، ومواجهة الانتقادات التي نالت من خطتها داخلياً وخارجياً.
حيث تظهر البيانات أن معدلات الإصابة بين من تتجاوز أعمارهم الثمانين عاماً تراجعت بشكل كبير الشهر الماضي، في الوقت الذي تجاوز عدد الأشخاص الذي تلقوا التطعيم ضد كورونا في المملكة 11 مليون شخص.
خطة ناجحة بامتياز
من جانبه، أكد هارندن أن "عملية توزيع لقاحات كوفيد-19 في المملكة المتحدة ناجحة بامتياز، وأن استراتيجية الحكومة بتمديد الفترة الفاصلة بين الجرعتين تشير إلى أننا تمكنا من حماية الكثير من الناس وإنقاذ الكثير من الأرواح بلا شك".
ووصف هارندن أيضاً الأخبار التي تفيد بأن لقاح أكسفورد-أسترازينيكا يوفر حماية بنسبة 75% من كوفيد، ويقلل من انتشاره بشكل كبير بعد جرعة واحدة فقط بأنها "مثيرة".
وقال إن النتائج تشير إلى أن جرعة أكسفورد الأولى توفر الحماية لمدة ثلاثة أشهر، وقد تمنع انتقال الفيروس من شخص لآخر. وأضاف: "علاوة على ذلك، فالجرعة الثانية المتأخرة قد توفر حماية أفضل وأطول أجلاً".
لكن هارندن حرص أيضاً على تحذير ملايين الأشخاص ممن تلقوا التطعيم ضد كورونا من أن تلقي الجرعة الأولى من اللقاح لا يعني التوقف عن الإغلاق. حيث قال: "في ظل استمرار ارتفاع حالات كورونا بدرجة مثيرة للقلق، من الضروري أن نستمر في الالتزام بالإرشادات، سواء تلقينا اللقاح أم لا، لنضمن أن التضحيات التي قدمناها جميعاً حتى الآن لم تكن هباءً".
وجاء حديث هارندن بعد تصريح كلايف ديكس، رئيس فريق عمل اللقاحات في المملكة المتحدة، أمس، بأنه "متفائل جداً" بتحقيق الهدف المتمثل في التطعيم ضد كورونا لجميع من تجاوزوا سن الخمسينات بحلول شهر مايو/أيار. وموظفو المحاكم وسائقو التوصيل وعمال المتاجر من بين العاملين في الخطوط الأمامية الذين يُتوقع حقنهم باللقاح بعد ذلك.
خطة نالت كثيراً من النقد
كان بعض الخبراء الطبيين قد انتقدوا نهج المملكة المتحدة، الذي يعتمد على تأخير الجرعة الثانية لمدة 12 أسبوعاً لتسريع توزيعه، حيث قالت منظمة الصحة العالمية إن الجرعة الثانية من لقاح فايزر/بيونتك يجب ألا تتأخر أكثر من ستة أسابيع.
وكالة الصحة العامة في المملكة المتحدة وجّهت انتقاداتها للخطة الحكومية، قائلة إن سلالة كورونا الجديدة قد ظهرت في بريطانيا بسبب أخطاء ارتكبتها السلطات الصحية.
وقالت الوكالة إن سياسة المملكة المتحدة في التطعيم ضد كورونا قد شكلت بشكل غير إرادي السبب وراء إنتاج طفرات جديدة من فيروس كورونا.
من جانبه، قال عالم الأحياء كلود ألكسندر غوستاف، إن المملكة المتحدة ارتكبت خطأ عندما باشرت التلقيح على نطاق واسع، بينما كان الوباء نشطاً للغاية، فيما أخّرت الجرعة الثانية من اللقاح إلى 12 أسبوعاً.
خارجياً كذلك، نالت السياسة البريطانية في التطعيم ضد كورونا انتقادات، أكثرها حدة جاء من طرف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.