علقت وزارة الخارجية الأمريكية، الأربعاء 3 فبراير/شباط 2021، على تقرير نشرته وسائل إعلام غربية يكشف عن "اغتصاب ممنهج واعتداء جنسي تمارسه الصين ضد النساء المسلمات في معسكرات أقلية الإيغور ومسلمات أخريات في منطقة شينجيانغ (إقليم تركستان الشرقية) الصينية".
واشنطن عبرت عن انزعاجها الشديد من الاعتداءات التي تحدث في حق المسلمات، والتي كشفها تقرير بثته هيئة الإذاعة البريطانية، واتهم ند برايس، المتحدث باسم الوزارة الصين بـ"ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية" في تركستان الشرقية، غربي البلاد، قائلاً: "هذه الفظائع تهز الضمير، ويجب مواجهتها بعواقب وخيمة".
انتهاكات الصين بحق مسلمات الإيغور
وأفاد التقرير بأن "النساء في نظام معسكرات الاعتقال الصيني للإيغور وغيرهن من المسلمات في شينجيانغ يتعرضن للاغتصاب والاعتداء الجنسي والتعذيب".
كما نقلت الهيئة البريطانية، عن ضحايا وشهود عيان من المعسكرات المذكورة، أن "عمليات اغتصاب ممنهجة، وتعذيب، وتعقيم وغسل دماغ" يتعرض لها المحتجزون هناك.
تورسوناي زياودون، معتقلة سابقة في المعسكرات الصينية، عاشت 9 أشهر في أحد هذه المعسكرات، قبل أن تفر إلى الولايات المتحدة، قالت إنها تعرضت مراراً للاغتصاب والتعذيب.
وأوضحت أن سلطات المعسكرات كانوا يحقنونهن بإبر كل 15 يوماً، وهو ما كان يتسبب لهن بأعراض جانبية مثل الغثيان والقيء والخمول، بحسب تقرير "بي بي سي".
فيما تسيطر الصين على إقليم تركستان الشرقية منذ عام 1949، وهو موطن أقلية الإيغور التركية المسلمة، وتطلق عليه بكين اسم "شينجيانغ"، أي "الحدود الجديدة".
وتشير إحصاءات رسمية إلى وجود 30 مليون مسلم في البلاد، 23 مليوناً منهم من الإيغور، فيما تؤكد تقارير غير رسمية أن أعداد المسلمين تناهز 100 مليون.
وفي مارس/آذار 2020، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريرها السنوي لحقوق الإنسان لعام 2019، وذكرت فيه أن الصين تحتجز المسلمين بمراكز اعتقال لمحو هويتهم الدينية والعرقية، وتجبرهم على العمل بالسخرة.
غير أن الصين عادة ما تقول إن المراكز التي يصفها المجتمع الدولي بـ"معسكرات اعتقال"، إنما هي "مراكز تدريب مهني"، وترمي إلى "تطهير عقول المحتجزين فيها من الأفكار المتطرفة".
الصين لن تتراجع رغم الإدانات الدولية
وفي وقت سابق، قالت الصين إنها لن تتراجع عن الإجراءات الأمنية المفروضة على إقليم تركستان الشرقية (شينجيانغ)، حيث وثقت مؤسسات حقوقية عالمية ما يتعرض له مئات الآلاف من أبناء أقلية الإيغور المسلمة هناك من اضطهاد وتعذيب.
جاء ذلك في مقابلة أجراها نائب المدير العام لقسم العلاقات العامة في الحزب الشيوعي الصيني، شو جويشيانغ، إذ قال إن النشاطات الأمنية التي قامت بها بكين طوال الـ4 أعوام السابقة كانت ضمن نطاق "التحرر من الإرهاب"، وهو "ما لا يمكن تجاهله في الوقت الحالي؛ لأن التهديدات لا تزال قائمة"، حسب قوله.
أما العقوبات التي فرضتها أمريكا على مسؤولين في بكين، وكذلك حظر استيراد البضائع من "شينجيانغ" بسبب أنباء العمل القسري المفروض على سكان الإقليم، فقد قلل المسؤول الصيني من أهميتها، قائلاً: "لا تظنوا أن الشركات في شينجيانغ لا يمكنها العمل بدون السوق الأمريكية أو دون بعض الشركات الأمريكية".
كما ادعى المسؤول الصيني أن 117 ألف شخص من أتراك الإيغور يعملون في مختلف المناطق الصينية بفضل تلقيهم التعليم ضمن برامج التدريب التي انطلقت منذ 2014.