دراسة جديدة عن مناعة المصابين بكورونا.. المتعافون من الفيروس لديهم حماية قد تستمر لأشهر

عربي بوست
تم النشر: 2021/02/03 الساعة 08:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/02/03 الساعة 08:36 بتوقيت غرينتش
المتعافون من الفيروس لديهم حماية قد تستمر لأشهر/رويترز

خلصت دراسة بريطانية كبرى، الأربعاء 3 فبراير/شباط 2021، إلى أن جميع المتعافين من فيروس كورونا المستجد تبقى لديهم مستويات عالية من الأجسام المضادة لمدة ستة أشهر على الأقل تحميهم على الأرجح من الإصابة مرة أخرى.

مناعة المصابين بكورونا قد تستمر لأشهر 

وقال العلماء إن الدراسة، التي تقيس مستويات الإصابة السابقة بكوفيد-19 وسط السكان في جميع أنحاء بريطانيا وكذلك المدة التي استمرت فيها الأجسام المضادة لدى المصابين، تقدم بعض الطمأنينة بأن الإصابة مرة ثانية سريعاً ستكون نادرة.

نعومي ألين، الأستاذة وكبيرة العلماء في البنك الحيوي في المملكة المتحدة، حيث أجريت الدراسة قالت: "تحتفظ الغالبية العظمى بالأجسام المضادة التي يمكن رصدها لمدة ستة أشهر على الأقل بعد الإصابة بفيروس كورونا".

كما أظهرت النتائج أن من بين المشاركين الذين ثبتت إصابتهم بكوفيد-19 في السابق، احتفظ 99% بالأجسام المضادة لمدة ثلاثة أشهر. وبعد ستة أشهر كاملة من المتابعة خلال الدراسة، ظلت الأجسام المضادة لدى 88%.

ألين أضافت أنه "برغم أننا لا نستطيع التأكد من علاقة ذلك بالمناعة، فإن النتائج تشير إلى أنه يمكن حماية الأشخاص من العدوى مرة ثانية لمدة ستة أشهر على الأقل بعد الإصابة"، مشيرة إلى أن النتائج تتفق أيضاً مع نتائج دراسات أخرى في المملكة المتحدة وأيسلندا خلصت إلى أن الأجسام المضادة لفيروس كورونا تبقى على الأرجح عدة أشهر في المتعافين.

وكانت دراسة أجريت على العاملين في مجال الرعاية الصحية في المملكة المتحدة ونُشرت الشهر الماضي كشفت أن المتعافين من كوفيد-19 ربما لديهم حماية على الأرجح لمدة خمسة أشهر على الأقل، لكنها أشارت إلى أن هؤلاء ما زال بإمكانهم حمل الفيروس ونشر العدوى.

فيروس كورونا مناعة المصابين بكورونا
داخل أحد مستشفيات بريطانيا/ رويترز

دراسات مشابهة عن مناعة المصابين بكورونا

وفي وقت سابق قدمت دراسة حول المناعة في مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، نتائج متفائلة جداً، بعد أن أثبتت أنها قد تمتد لسنوات، وربما حتى لعقود، وذلك في سياق خطط التطعيم الشامل الذي تستعد عدد من بلدان المعمورة لتطبيقه، إذ تُظهِر البيانات الجديدة أنه بعد ثمانية أشهر من الإصابة بالعدوى لا يزال معظم الأشخاص الذين تعافوا يتمتعون بما يكفي من الخلايا المناعية لدرء الفيروس والوقاية من المرض. 

وفق تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية، فإن معدل الانخفاض البطيء على المدى القصير يشير إلى أن هذه الخلايا قد تستمر في الجسم لفترة طويلة جداً.

فيما توصل البحث إلى نتيجة حديثة أخرى، تفيد بأن الناجين من فيروس سارس الناجم عن سلالة أخرى من فيروس كورونا، ما زالوا يحملون بعض الخلايا المناعية المهمة بعد 17 عاماً من التعافي.

تتوافق النتائج مع الأدلة المشجعة التي ظهرت في المختبرات الأخرى، إذ أظهر الباحثون في جامعة واشنطن، بقيادة عالمة المناعة ماريون بيبر، في وقت سابق أن بعض خلايا "الذاكرة المناعية" التي أُنتجت بعد الإصابة بفيروس كورونا تستمر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل في الجسم.

في حين وجدت دراسة نُشرت الأسبوع الماضي أيضاً أن الأشخاص المتعافين من فيروس كورونا يتمتعون بخلايا مناعية قاتلة وقوية ووقائية، حتى في حالة غياب الأجسام المضادة.

في هذا الصدد، يقول ديبتا بهاتشاريا، أخصائي المناعة في جامعة أريزونا، إن هذه الدراسات "تخلص جميعها إلى النتيجة ذاتها بنسبة كبيرة، وهي أنه بمجرد تجاوز الأسابيع القليلة الأولى الحرجة من الإصابة بالمرض تصبح بقية الاستجابة المناعية تقليدية جداً".

كورونا مناعة المصابين بكورونا فيروس كورونا
الفيروس البريطاني أشد فتكاً من الفيروس التقليدي/رويترز

قلق من تأثيرات كورونا على جسم المريض 

وفي وقت سابق أثارت تقارير عن انخفاض مستويات الأجسام المضادة قلقاً من أن المناعة ضد فيروس كورونا قد تختفي في غضون بضعة أشهر، ما يترك الناس عرضة للفيروس مرة أخرى.

لكن العديد من علماء المناعة أشاروا إلى أنه من الطبيعي أن تنخفض مستويات الأجسام المضادة. علاوةً على ذلك، فإن الأجسام المضادة هي مجرد فرع واحد من جهاز المناعة.

فرغم وجود حاجة إلى الأجسام المضادة في الدم لصد الفيروس ودرء أي احتمالية للإصابة بالعدوى مرة أخرى، وهي حالة تُعرف باسم المناعة المعقِّمة، إلا أن الخلايا المناعية التي "تتذكر" الفيروس تكون غالباً هي المسؤولة عن منع الإصابة بالمرض.

ويقول أليساندرو سيت، أخصائي المناعة في معهد لا هويا لعلم المناعة والقائد المشارك في الدراسة: "لا تحدث المناعة المعقِّمة كثيراً، لأنها ليست القاعدة السائدة".

في كثير من الأحيان يصاب الناس بمسبب مرض معين للمرة الثانية، ليتعرف الجهاز المناعي على الطفيل ويقضي على العدوى بسرعة. أما فيروس كورونا على وجه الخصوص، فهو بطيء في إحداث الضرر، ما يمنح الجهاز المناعي متسعاً من الوقت لبدء العمل.

وأردف سيت مطمئناً: "قد يهزم جهازك المناعي المرض بسرعة كافية، بحيث لا تظهر عليك أية أعراض، ولا تصبح مُعدياً حتى".

تحميل المزيد