نشر الإعلامي السوري أحمد رحال عبر حسابه على موقع تويتر مقطع فيديو لمشهد مؤثر لطفلة صغيرة قال إنها تنام من التعب والبرد أمام خيمتها التي تضررت وغرقت بسبب الأمطار في مخيمات إدلب شمالي سوريا.
الصورة التي شاركها الإعلامي السوري تبدو فيها طفلة صغيرة، وهي نائمة على خيمتها المدمرة بسبب الرياح والمطر، وعلق عليها قائلاً: "للوهلة الأولى تظنون أن هذه الطفلة قد ماتت.. يا رب رحمتك بهم"، فيما لاقت تغريدته تفاعلاً واسعاً بين رواد تويتر الذين أبدوا في التعليقات تعاطفهم مع الطفلة السورية.
الأمطار تزيد من معاناة السوريين
يأتي هذا في وقت غرقت فيه عشرات الخيام بمخيم للنازحين بالشمال السوري، التي أصبح النازحون يعانون فيها جراء تساقط مياه الأمطار، فيما تضررت خيام أخرى بالمخيم الذي يقطنه نحو 50 ألف نازح.
علي حمادة، أحد النازحين في مخيم كفر عروق بمحافظة إدلب (شمال غرب)، قال إنهم يعيشون نفس المعاناة كل شتاء منذ 9 أعوام، حيث يأتي المطر ويذهب بخيامهم، موضحاً أنهم تركوا منازلهم وأراضيهم خلفهم واستأجروا هنا أرضاً زراعية لنصب خيامهم فيها، ولا يحصلون على أي دعم.
كما أشار علي حمادة إلى أن الأمطار تواصل الهطول وهم يحاولون إفراغ الخيام من محتوياتها، مؤكداً أنهم مضطرون للانتظار حيث لا يوجد مكان آخر يذهبون إليه.
من جانبها، قالت النازحة نسرين خضور، وهي أم لخمسة أطفال وزوجها مصاب بمرض السكري، إنها اضطرت لمغادرة الخيمة مع عائلتها بعد أن غمرتها المياه، وأضافت: "ابتلت كل مقتنيات الخيمة بما فيها ملابسنا، ولم يبق حتى بطانية للتدفئة، ما تسبب بمرض أبنائي".
كما ناشدت خضور المنظمات الإنسانية وفاعلي الخير مساعدة سكان المخيمات المتضررين حيث لا يوجد مكان آخر يلجأون إليه.
من جانبه، قال مدير فريق "منسقو الاستجابة المدنية في الشمال السوري"، محمد حلاج، إن الأمطار غمرت 108 مخيمات.
معاناة النازحين مستمرة
وخلال السنوات الماضية نزح ملايين المدنيين، إثر قصف النظام السوري لمدنهم، إلى المناطق القريبة من الحدود التركية السورية، حيث اضطرت مئات آلاف العائلات للسكن في خيام بعد ما عجزوا عن تأمين بيوت تؤويهم.
وتعاني المخيمات المذكورة من انعدام البنية التحتية، فضلاً عن تحولها لبرك من الوحل خلال فصل الشتاء، حيث تبدأ الخيام بتسريب مياه الأمطار بعد تعرض أقمشتها للاهتراء بسبب حرارة الصيف.
فيما يبلغ عدد النازحين في الشمال السوري نحو 2.1 مليون نازح، من أصل أكثر من 4 ملايين سوري يسكنون مناطق المعارضة السورية، في حين يبلغ عدد سكان المخيمات مليوناً و43 ألفاً و869 نازحاً، يعيشون ضمن 1293 مخيماً، من بينها 282 مخيماً عشوائياً أقيمت في أراض زراعية، ولا تحصل على أي دعم أو مساعدة إنسانية أممية.
الوضع في إدلب
وفي مايو/أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق "مناطق خفض التصعيد" في إدلب ومناطق من اللاذقية وحماة وحلب، وفي الريف الشمالي لمحافظة حمص، والغوطة الشرقية في ريف دمشق، بالإضافة إلى القنيطرة ودرعا جنوبي البلاد، وذلك في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.
ومع ذلك، استولت قوات النظام والمجموعات الإرهابية المدعومة من قبل إيران على 3 من المناطق الأربع بدعم جوي من روسيا وتوجهت نحو إدلب.
وبدأت روسيا وقوات النظام عمليات للسيطرة على محافظة (إدلب) بأكملها في مايو/أيار 2019 واستولت على عدة بلدات وقرى داخل منطقة خفض التصعيد في إدلب، أعقب ذلك التوقيع بين تركيا وروسيا على اتفاقية جديدة في موسكو في 5 مارس/آذار 2020.