أفادت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الثلاثاء 2 فبراير/شباط 2021، بأن حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" تتجه من منطقة عمليات القيادة الوسطى ويتم نقلها لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، ويرى مراقبون أن سحب حاملة الطائرات، وعدم إرسال أخرى مكانها، مؤشر على اتجاه إدارة بايدن لخفض التصعيد مع إيران.
سحب حاملة طائرات أمريكية
جون كيربي، المتحدث باسم البنتاغون، قال في تصريحاته، من مقر الوزارة بواشنطن، إن حاملة الطائرات المذكورة كانت في الشرق الأوسط منذ حوالي 9 أشهر بسبب التوترات مع إيران، مشيراً إلى أنه ليست لديهم خطط لإرسال حاملة أخرى إلى المنطقة لتحل محلها.
كما أوضح أنه لا يوجد أي دافع استراتيجي وراء سحب حاملة الطائرات من الشرق الأوسط، مشدداً على أنها كانت في البحر لفترة أطول من اللازم، وستعود إلى الولايات المتحدة.
وقبل 9 أشهر تم إرسال حاملة الطائرات المذكورة إلى منطقة الشرق الأوسط بسبب التوتر مع إيران، وذلك رفقة عدد من الغواصات والقطع الحربية.
وكانت "نيميتز" تجري دوريات في مياه الخليج وبحر العرب منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
حاملة الطائرات "نيميتز"
ويأتي هذا بعد أن أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية الشهر الماضي أن حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" ستبقى في الخليج، بسبب "التهديدات الأخيرة" من جانب إيران، وذلك عقب تقارير أشارت إلى أنها ستعود إلى قاعدتها بالولايات المتحدة، فيما كان البعض اعتبره مؤشراً إلى خفض التصعيد.
وتجري حاملة الطائرات نيميتز دوريات في مياه الخليج منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2020، لكنّ وسائل إعلام أمريكية كانت قد قالت هذا الأسبوع إن كريستوفر ميلر القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي أمر بعودة حاملة الطائرات إلى قاعدتها.
صحيفة "نيويورك تايمز" كانت قد نقلت أيضاً عن مسؤولين أمريكيين أن هذه الخطوة هي إشارة لـ"خفض التصعيد" موجّهة لطهران تجنباً لحدوث صدام في الأيام الأخيرة للرئيس السابق دونالد ترامب في منصبه.
ميلر أشار في البيان إلى أن حاملة الطائرات نيميتز ستبقى الآن في موقعها في منطقة عمليات القيادة المركزية الأمريكية "بالنظر إلى التهديدات الأخيرة التي أصدرها القادة الإيرانيون ضد الرئيس السابق ترامب ومسؤولين حكوميين أمريكيين آخرين، فقد أمرتُ حاملة الطائرات نيميتز بوقف إعادة انتشارها الروتينية"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية "لا ينبغي لأحد أن يشكك في عزم الولايات المتحدة الأمريكية".
تهديدات إيرانية
يأتي هذا البيان بعد عام على مقتل قائد "فيلق القدس" في الحرس "الثوري" الإيراني اللواء قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس في ضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد.
أثارت تلك الضربة العداء القديم الذي يمتد لأربعين عاماً بين طهران وواشنطن، بالإضافة لمخاوف من مواجهة في العراق حيث تملك كلتاهما نفوذاً واسعاً.
كان آلاف العراقيين قد تظاهروا، في الذكرى الأولى لمقتل سليماني والمهندس، مرددين هتافات، من بينها "كلا كلا أمريكا" و"الانتقام"، كما أقيمت في إيران فعاليات عدة إحياءً لذكرى مقتل سليماني.
وفي ذكرى مقتل سليماني، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في تغريدة، إن "عملاء استفزازيين إسرائيليين يخططون لشن هجمات على الأمريكيين في العراق" لوضع الرئيس الأمريكي دونالد "ترامب في مأزق بسبب حرب ملفقة".
كذلك اعتبر ظريف أن الرئيس الأمريكي هو "الإرهابي الرئيسي".
إلا أن وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، رفض تصريحات إيران بأن إسرائيل تحاول خداع الولايات المتحدة لشن حرب على طهران، ووصفها بأنها "هراء".
أيضاً اتهمت طهران الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بالسعي إلى اختلاق "ذريعة" لشن "حرب" قبل خروجه من البيت الأبيض، وكان ترامب قد اتهم طهران بالوقوف وراء هجوم صاروخي استهدف السفارة الأمريكية في بغداد في 20 كانون الأول/ديسمبر 2020.
يُشار إلى أن المواقف المتشددة لطهران وواشنطن، طوال العام الماضي، أثارت مخاوف من اندلاع صراع بين الطرفين يكون العراق مسرحاً له.