مصير مجهول لمسلمي الروهينغا بعد انقلاب جيش ميانمار الذي “نكّل بهم”.. الأمم المتحدة تُحذر

عربي بوست
تم النشر: 2021/02/02 الساعة 09:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/02/02 الساعة 10:03 بتوقيت غرينتش
لاجئون من الروهينغا يفرون من الجحيم في بورما، ميانمار/ رويترز

قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن المنظمة الدولية تخشى أن يفاقم انقلاب ميانمار أزمة نحو 600 ألف من الروهينغا المسلمين لا يزالون في البلاد، في حين يعتزم مجلس الأمن الاجتماع، اليوم الثلاثاء 2 فبراير/شباط 2021 للنظر في أحدث المستجدات.

إذ انتزع جيش ميانمار السلطة الإثنين 1 فبراير/شباط من حكومة أونغ سان سوتشي المنتخبة ديمقراطياً واعتقلها مع زعماء سياسيين آخرين في مداهمات في الساعات الأولى من الصباح.

بينما تسببت حملة عسكرية بولاية راخين في ميانمار عام 2017 في نزوح أكثر من 700 ألف من الروهينغا إلى بنغلاديش، حيث لا يزالون يعيشون في مخيمات للاجئين. واتهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ودول غربية جيش ميانمار بالتطهير العرقي، وهو ما نفاه الجيش.

مصير مسلمي الروهينغا مجهول

قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الإثنين: "هناك حوالي 600 ألف من الروهينغا بقوا في ولاية راخين، منهم 120 ألفاً هم فعليا حبيسو المخيمات لا يمكنهم التنقل بحرية، كما أن حصولهم على الخدمات الصحية والتعليمية الأساسية محدود للغاية"، وأضاف: "لذلك فإننا نخشى أن تجعل الأحداث الوضع أسوأ بالنسبة لهم".

فيما يعتزم مجلس الأمن الدولي المكون من 15 عضواً مناقشة الوضع في ميانمار في جلسة مغلقة اليوم، حسبما ذكر دبلوماسيون.

إذ قالت باربرا وودورد سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة ورئيس المجلس لشهر فبراير/شباط في تصريحات للصحفيين: "نريد أن نتناول التهديدات البعيدة المدى للسلم والأمن، وبالطبع العمل عن كثب مع جيران ميانمار في آسيا وآسيان"، مشيرة إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا.

مسلمو الروهينغا/رويترز
مسلمو الروهينغا/رويترز

مع العلم أن الصين، وبدعم من روسيا، أعاقت أي إجراء مؤثر في مجلس الأمن ضد ميانمار بعد الحملة العسكرية في 2017.

إذ قالت بعثة الصين بالأمم المتحدة لرويترز، الإثنين، إنها تأمل في معرفة المزيد عن أحدث التطورات في ميانمار من خلال الإفادة التي يطرحها مجلس الأمن الثلاثاء.

كما قال متحدث باسم البعثة الصينية: "نرجو أيضاً أن يكون أي تحرك للمجلس داعماً لاستقرار ميانمار لا معقّداً للموقف".

بينما في بكين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ون بين، إن الحكومة على تواصل مع "كل الأطراف" بخصوص الاجتماع وإن أفعال المجتمع الدولي يجب أن تسهم في الوصول إلى "حل سلمي".

تمييز "عرقي وديني" 

إذ إن مواطنين في ميانمار من أقليات الروهينغا المسلمة تمنعهم السلطات من الخوض في الحياة السياسية والترشح في الانتخابات رغم أنهم يحملون الجنسية. 

عبدالرشيد المولود في ميانمار يسعى إلى العمل بالسياسة وهو واحد من القلة القليلة من أبناء أقلية الروهينغا المسلمة الذين يحملون جنسية البلاد.

بينما قال تون خين، رئيس منظمة روهينغا بورما في بريطانيا: "يجب أن يحظى الجميع في ميانمار بنفس الفرصة لخوض الانتخابات بغض النظر عن العرق أو الديانة".

زعيمة ميانمار أونغ سان سو تشي، في جلسة محاكمة أمام محكمة العدل الدولية/رويترز
زعيمة ميانمار أونغ سان سو تشي، في جلسة محاكمة أمام محكمة العدل الدولية/رويترز

أما عبدالرشيد فقال من شقته بمدينة يانغون، وهو يتصفح أكواماً من بطاقات الهوية والخطابات: "كلنا لدينا هذه الوثائق الصادرة عن الحكومة ولا يقبلون بحقيقة أن والديّ كانا مواطنين. ينتابني شعور سيئ حيال الأمر وأشعر بالقلق".

فيما لا تعترف ميانمار بمسلمي الروهينغا ولا تعتبرهم جماعة عرقية للسكان الأصليين وبدلاً من ذلك تطلق عليهم لفظ "البنغال" في إيحاء بأنهم مهاجرون بطريقة غير مشروعة من بنغلاديش على الرغم من أن تاريخهم يضرب بجذوره في ولاية راخين بميانمار منذ قرون.

كما حرمت الحكومات العسكرية المتعاقبة التي حكمت ميانمار الروهينغا من وثائق الهوية، فأصبح الكثيرون منهم بلا أوراق تثبت أصلهم.

إبادة جماعية لمسلمي الروهينغا

وفرّ ما يربو على 730 ألفاً من الروهينغا من ميانمار عام 2017 بعد حملة للجيش وصفتها الأمم المتحدة بأنها كانت بهدف الإبادة الجماعية. وتنفي ميانمار ذلك وتقول إن قوات الأمن نفذت حملة مشروعة ضد مسلحين من الروهينغا.

بعض مئات الآلاف من الروهينغا ما زالوا في ميانمار ويعيشون في الأغلب داخل مخيمات وقرى ويخضعون لقيود على الحركة والرعاية الصحية.

قال مونيوا أونغ شين، وهو مسؤول كبير في حزب الرابطة القومية من أجل الديمقراطية بزعامة سوتشي، إن الهيئات الانتخابية التي رفضت طلبات مرشحين من الروهينغا كانت تطبق القانون وحسب، مضيفاً: "سواء أكانوا بنغالاً أم لا، لا يُسمح للأجانب ومن هم بدون عرقية بخوض الانتخابات".

تحميل المزيد