هددت حركة طالبان الأفغانية، الإثنين 1 فبراير/شباط 2021، بأنها ستواصل القتال "في حال لم تخرج القوات الأجنبية" من أفغانستان، بعد انتهاء المهلة المحددة في الاتفاق بين واشنطن والحركة في مايو/أيار المقبل.
جاء ذلك بعدما نقلت وكالة رويترز عن مصادر مطلعة، أن حلف شمال الأطلسي والقوات الدولية لا تنوي الالتزام بالتعهد الذي أطلقه رئيس أمريكا السابق دونالد ترامب، بالانسحاب قبل مايو/أيار 2021.
وقال المتحدث باسم "طالبان"، ذبيح الله مجاهد، في بيان، إن الحركة ستواصل "الدفاع عن أفغانستان" إذا بقيت القوات الأجنبية بعد الموعد النهائي في مايو/أيار المقبل، والذي تم تحديده على أساس اتفاق وقَّعته الحركة مع الولايات المتحدة، العام الماضي.
القوات الدولية تعتزم البقاء
كانت وكالة رويترز قد قالت الأحد 31 يناير/كانون الثاني 2021، إن القوات الدولية تعتزم البقاء في أفغانستان إلى ما بعد الموعد النهائي في مايو/أيار، المحدد في اتفاق حركة طالبان مع الولايات المتحدة.
رويترز أكدت ذلك نقلاً عن أربعة مسؤولين في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، لم تسمّهم، فيما قال أحدهم للوكالة: "لن يكون هناك انسحاب كامل للحلفاء بحلول نهاية أبريل/نيسان".
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، بسبب حساسية الأمر: "لم يتم الوفاء بالشروط، وفي وجود الإدارة الأمريكية الجديدة ستكون هناك تعديلات، ستجري معالجة الميل إلى الانسحاب المتسرع الذي كان سائداً، ويمكن أن نشهد استراتيجية خروج محسوبة بدرجة أكبر".
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قد وقَّعت اتفاقاً مع "طالبان"، في أوائل العام الماضي، يدعو إلى انسحاب جميع القوات الأجنبية بحلول مايو/أيار، مقابل التزام المتشددين بضمانات أمنية.
وأشاد ترامب بالاتفاق، الذي لم تشارك فيه الحكومة الأفغانية، باعتباره يمثل نهاية حرب مستمرة منذ 20 عاماً. وخفّض القوات الأمريكية إلى 2500 جندي، وهو أقل عدد منذ 2001.
كما أن محادثات سلام قد انطلقت بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان بالدوحة، في سبتمبر/أيلول الماضي، لكن ظل العنف مرتفعاً.
وقالت أوانا لونجيسكو المتحدثة باسم الحلف: "لا يريد أي من أعضاء الحلف البقاء في أفغانستان فترةً أطول مما يلزم، لكننا أوضحنا من قبلُ، أن وجودنا مرتبط بشروط، الحلفاء ما زالوا يبحثون الوضع بشكل عام ويتشاورون بشأن المضي قدماً".
فيما تقول كابول وبعض الحكومات والمنظمات الأجنبية، إن "طالبان" لم تلتزم بالشروط، بسبب العنف المتصاعد وعدم قطع صِلاتها بجماعات مسلحة مثل تنظيم القاعدة وهو ما تنفيه "طالبان".
وبدأت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي تسلَّم السلطة يوم 20 يناير/كانون الثاني، مراجعة لاتفاق السلام الذي أبرمه ترامب.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إن "طالبان" لم تفِ بالتزاماتها، لكن واشنطن ظلت ملتزمة بالعملية ولم تبتّ بمستويات القوات في المستقبل.
وقال ممثل عن وزارة الخارجية، إن بايدن ملتزم "بوضع نهاية تنبع من الإحساس بالمسؤولية (للحروب التي لا تنتهي)… إلى جانب حماية الأمريكيين من الإرهابيين ومن التهديدات الأخرى".