فور ورود أنباء عن عملية انقلاب على السلطة في ميانمار، فجر الإثنين الأول من فبراير/شباط 2021، واعتقال زعيمة البلاد أونغ سان سوتشي، إلى جانب قادة آخرين من حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية، توالت ردود الفعل الدولية على العملية، كان من أبرزها تصريحات من البيت الأبيض، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي
واشنطن تهدد بعقوبات
فقد اعتبرت واشنطن من جانبها أن استيلاء الجيش على السلطة في ميانمار هو محاولة للالتفاف على نتائج الانتخابات الأخيرة، مطالبة بالإفراج عن المسؤولين المعتقلين، ومحذرة من عواقب الانقلاب العسكري.
هذه التصريحات جاءت على لسان المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، حيث هددت بأن الولايات المتحدة "ستتخذ إجراءات ضد المسؤولين عن الانقلاب إن لم يتراجعوا عنه وإذا لم يطلقوا سراح المعتقلين".
كما أضافت ساكي أنه تمت إحاطة الرئيس جو بايدن بالانقلاب الذي وقع في ميانمار وآخر التطورات هناك.
من جهتها، عبرت الخارجية الأمريكية عن قلقها إزاء اعتقال قادة ميانمار، وحثت قادة الجيش على إطلاق سراح المعتقلين فوراً.
الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ينددان بانقلاب ميانمار
من جانبه أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش بشدة الانقلاب العسكري الذي نفذه جيش ميانمار، واعتبره ضربة للمسار الديمقراطي.
غوتيرش قال إن نقل جميع صلاحيات إدارة شؤون ميانمار ليد الجيش أمر يبعث على القلق، مضيفاً أن التطورات الجارية في ميانمار تمثل ضربة للمسار السياسي والإصلاح الديمقراطي.
كما أدان الاتحاد الأوروبي أيضاً "بشدة" الانقلاب العسكري واستيلاء الجيش على السلطة في ميانمار اليوم الإثنين، وطالب بإطلاق سراح المعتقلين.
فمن جانبه، دعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، في تدوينة عبر وسائل التواصل، اليوم الإثنين، جيش ميانمار إلى إطلاق سراح العديد من الأشخاص الذين تم اعتقالهم بشكل غير قانوني، في مداهمات نفذها بجميع أنحاء البلاد.
وأضاف: "يجب احترام نتائج الانتخابات، وينبغي إعادة تأسيس المسار الديمقراطي".
تركيا والصين تعلقان
أما تركيا فقد أكدت، عبر بيان صادر عن وزارة خارجيتها، موقفها "المبدئي الرافض لكافة أشكال الانقلابات"، معبرة عن إدانتها لما حدث في ميانمار، مطالبة بإطلاق سراح "جميع قادة ميانمار المنتخبين والمدنيين الموقوفين فوراً".
كما دعت إلى اجتماع البرلمان في ميانمار بأسرع وقت ممكن، وإزالة العوائق أمام القادة المنتخبين والمؤسسات الديمقراطية.
من جانبها، دعت بكين كافة الأطراف في بورما إلى "حلّ الخلافات" بعد أن استحوذ الجيش على السلطة واعتقل الزعيمة أونغ سان سوتشي.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وينبين، في مؤتمر صحفي، إن "الصين جارة صديقة لبورما وتأمل أن تحلّ الأطراف المختلفة في بورما خلافاتها ضمن الإطار الدستوري والقانوني لحماية الاستقرار السياسي والاجتماعي".
يذكر أن جيش ميانمار كان قد أعلن، في بيان، على محطة تلفزيونية تابعة له، أنه نفذ اعتقالات رداً على "تزوير الانتخابات"، وسلم السلطة لقائد الجيش مين أونغ هلاينغ، وفرض حالة الطوارئ لمدة عام، فيما قال شاهد لوكالة رويترز إن الجيش نشر جنوداً خارج مقر مجلس مدينة يانغون الرئيسية.
كذلك تعطلت خطوط الهواتف في العاصمة نايبيداو ومدينة يانغون الرئيسية، وانقطع بث التلفزيون الرسمي قبل ساعات من موعد انعقاد البرلمان لأول مرة منذ الانتخابات التي حقق فيها حزب الرابطة الوطنية بقيادة سوتشي فوزاً ساحقاً في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
جاءت الاعتقالات بعد أيام من توتر متزايد بين الحكومة المدنية والجيش، أثار مخاوف من انقلاب.
كانت سوتشي (75 عاماً) قد وصلت إلى السلطة عقب فوز ساحق في انتخابات عام 2015، بعد خضوعها للإقامة الجبرية لعقود، وذلك في صراع من أجل الديمقراطية جعل منها أيقونة دولية.
لكن مكانتها العالمية تضررت بعد فرار مئات الآلاف من مسلمي الروهينغا من عمليات عسكرية بإقليم راخين في غرب البلاد عام 2017، ورغم ذلك لا تزال سوتشي، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، تحظى بشعبية كبيرة داخل البلاد.