ماكرون ينتقد لقاح أسترازينيكا البريطاني: غير فعّال تقريباً لمن يتجاوزون 65 عاماً

عربي بوست
تم النشر: 2021/01/30 الساعة 12:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/30 الساعة 12:32 بتوقيت غرينتش
الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون (رويترز)

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن لقاح أسترازينيكا، الذي تطوره شركة بريطانية بالاشتراك مع جامعة أكسفورد، غير فعّال على ما يبدو للأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً، كما وجه انتقادات لاستراتيجية بريطانيا في حملة التطعيم ضد الفيروس. 

في  تصريحات للصحفيين، الجمعة 29 يناير/كانون الثاني 2021، قال ماكرون إن "المعلومات قليلة للغاية" عن اللقاح الذي طورته الشركة البريطانية-السويدية بالاشتراك مع جامعة أكسفورد، وإنه "يعتقد عدم فاعليته تقريباً بالنسبة للأشخاص الذين تتعدى أعمارهم الـ65 عاماً".

وأضاف: "ما يمكنني قوله لكم اليوم رسمياً هو أن النتائج الأولية لدينا غير مشجعة بالنسبة لمن تبلغ أعمارهم ما بين 60 و65 عاماً (وما فوق)، فيما يتعلق بأسترازينيكا".

كما انتقد ماكرون استراتيجية بريطانيا في التطعيم القائمة على إطالة المدة بين أول وثاني جرعة بهدف تحصين أكبر عدد ممكن من الأشخاص، فقد أخّر مسؤولو الصحة في بريطانيا الجرعات الثانية لمدة تصل إلى 12 أسبوعاً، في مسعى لتسريع عملية إطلاق اللقاحات.

وقال ماكرون "الهدف ليس منح أكبر عدد ممكن من الناس الجرعة الأولى"، لأن "جميع هيئات الصحة والجهات المصنّعة تقول إن عليك التطعيم بجرعتين لا تتجاوز المدة بينهما 28 يوماً، ليكون اللقاح فعالاً". 

وأضاف: "عندما تكون هناك دول تقوم استراتيجيتها في اللقاحات على توفير جرعة واحدة فقط، فلا أعتقد أن الأمر جدي تماماً". 

أزمة سياسية بسبب "أسترازينيكا"

تأتي تصريحات الرئيس الفرنسي في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا توتراً، على خلفية إعلان شركة "أسترازينيكا" البريطانية تخفيضاً كبيراً في إمدادات لقاحها لدول الاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي. 

فقد قالت المفوضية الأوروبية إنها قد تلجأ إلى آلية جديدة تقضي بمنع الملايين من جرعات لقاح كورونا من دخول بريطانيا عبر الاتحاد الأوروبي، وذلك في أول رد على شكل تهديد للندن. 

كما هدّد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل من جانبه باتخاذ إجراءات قانونية ضد شركات تصنيع الأدوية، مثل "أسترازينيكا" البريطانية، بعد أن أعلنت أنها ستخفض بشكل كبير إمدادات لقاح كورونا لدول الاتحاد الأوروبي.

وقد تعرضت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي البالغ عددها 27 دولة لأزمة كبرى، بسبب إعلان شركة الأدوية الإنجليزية السويدية أسترازينيكا، الأسبوع الماضي، أنها ستضطر إلى قطع تسليم لقاح كورونا إلى دول الاتحاد بنسبة 60% خلال الربع الأول من العام الجاري، بسبب مشاكل في الإنتاج. 

من جانبها، رفضت "أسترازينيكا" اتهام الاتحاد الأوروبي بأن الشركة فشلت في الوفاء بالتزاماتها لتسليم لقاح الفيروس، حيث قالت إن الأعداد الواردة في عقدها مع الاتحاد الأوروبي كانت أهدافاً لا يمكن تحقيقها، بسبب مشكلات في التوسع السريع في الطاقة الإنتاجية.

نتائج أولية مبشرة من بريطانيا

خلافاً لما ادّعاه الرئيس الفرنسي، فإن صحيفة The Times البريطانية، قالت  السبت، إن تجربة المملكة المتحدة مع لقاح كورونا قد تكون مبشرة، إذ نجحت استراتيجية التطعيم التي نفذتها لندن بالفعل في التخفيف من حدة انتشار الوباء. 

نائب رئيس اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين أنثوني هارندين، قال للصحيفة إن بحثاً من المقرر نشره خلال أيام، سيوفر أدلة من الواقع على أنَّ اللقاح قد آتى مفعوله في حماية البريطانيين، بما في ذلك اقتراحات أنَّ تأثير اللقاح يستمر بناؤه حتى شهر بعد الجرعة الأولى.

وقال البروفيسور هارندين: "تشير البيانات الأولية إلى فاعلية اللقاح من الجرعة الأولى في كل من كبار السن الذين تزيد أعمارهم على 80 عاماً، والبالغين الأصغر سناً. ويبدو أن التأثير يزداد بمرور الوقت. من الممكن الحصول على حماية أقوى وأفضل على المدى الطويل من خلال جرعة ثانية متأخرة".

وركز التطعيم الأولي على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 80 عاماً، وموظفي الرعاية الصحية وهيئة الخدمات الصحية البريطانية، وبعدها توسع ليشمل الشباب والفئات المعرضة للخطر بسبب ظروفها الصحية.

وانخفضت معدلات الإصابة بالفيروس بين الأشخاص الأكبر من 80 عاماً بنسبة 36% هذا الشهر، كما شهدت الفئات العمرية الأخرى انخفاضات مماثلة، في حين كان الانخفاض الأكبر في العشرينيات من العمر، الذين انخفضت معدلاتهم إلى النصف.

تحميل المزيد