طبقت الأرجنتين، الجمعة 29 يناير/كانون الثاني 2021، فرض ضريبة تشمل الأشخاص الأكثر ثراءً في البلاد، وتدفع لمرة واحدة، بهدف تمويل شراء الإمدادات الطبية المتعلقة بفيروس كورونا، إضافة إلى مساعدة الشركات الصغيرة المتضررة جراء الوباء.
ضريبة لمواجهة كورونا
جاء ذلك بعدما كان مجلس الشيوخ قد أقر قانوناً، في ديسمبر/كانون الأول 2020، بغالبية 42 صوتاً مقابل 26، يفرض ضريبة على الأشخاص الذين تتجاوز أصولهم 200 مليون بيزو (نحو 2,3 مليون دولار)، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
حكومة يسار الوسط التي يترأسها ألبرتو فرنانديز، تأمل في جمع نحو 3 مليارات دولار من هذه الضريبة التي ستطال 12 ألف ثري من سكان الأرجنتين، البالغ عددهم 44 مليون نسمة، والذين يعيش 40% منهم تحت خط الفقر.
واعتباراً من أمس الجمعة، بات بإمكان سلطة الضرائب الوطنية احتساب المبالغ المستحقة على المكلفين والمطالبة بها، إذ إنه بموجب القانون يدفع الذين يخضعون للضريبة 3,5% على الأصول المعلن عنها في البلاد، و5,25% على الأصول في الخارج.
ستستخدم العائدات لشراء معدات طبية، ومساعدة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتمويل المساعدات الاجتماعية، وتأمين الغاز للأشخاص غير المرتبطين بالشبكة.
كانت منظمة "أوكسفام" (اتحاد دولي للمنظمات الخيرية)، قد قالت في تقريرها السنوي حول انعدام المساواة الاقتصادية، إن أثرى عشرة أشخاص في العالم "عوّضوا خسائرهم جرّاء كوفيد-19 في تسعة أشهر، فيما قد يستغرق الأكثر فقراً أكثر من عقد للتعافي".
أشار تقرير المنظمة أيضاً إلى أن "أثرى عشرة أشخاص في العالم ازدادت ثرواتهم مجتمعة بمقدار نصف تريليون دولار منذ بدء تفشي الوباء، وهو أكثر من كافٍ لتأمين لقاحات كوفيد-19 للجميع".
كما اعتبرت أوكسفام أن "الضرائب التصاعدية" على الأثرياء، هي مفتاح التعافي العادل من الأزمة، مشيرة إلى أن الأرجنتين "مهدت الطريق" من خلال ضريبة الثروة التضامنية المؤقتة.
لكن على الجهة المقابلة، انتقدت أحزاب يمين الوسط المعارضة هذا الإجراء في الأرجنتين، ووصفته بأنه "مصادرة" للأموال، فيما أعربت قطاعات أخرى عن خشيتها من أن تصبح الضريبة دائمة.
تعد الأرجنتين من البلدان الأكثر تضرراً بفيروس كورونا، حيث سجلت 1,9 مليون إصابة وأكثر من 47 ألف حالة وفاة، كما أدى الوباء لتفاقم الفقر في بلد يعاني من الركود منذ عام 2018، حيث بلغ معدل البطالة فيه 11,7%.
أثرياء مستعدون لدفع الضرائب
وكان أصحاب أكبر الثروات في العالم، بينهم المؤسس المشارك لشركة "بن وجيري" جيري غرينفيلد، ووريثة شركة "ديزني" أبيغيل ديزني، قد طالبوا العام الماضي حكوماتهم بزيادة الضرائب عليهم وعلى الأشخاص الأثرياء من أمثالهم.
بعث أثرياء إلى صحيفة The Guardian البريطانية، رسالة قالوا فيها: "عندما يضرب "كوفيد-19″ العالم، فإن الملايين من أمثالنا لهم دور حاسم يلعبونه في شفاء عالمنا. لا، نحن لسنا من يرعى المرضى في عنابر العناية المركزة. نحن لا نقود سيارات الإسعاف التي ستنقل المرضى إلى المستشفيات، نحن لا نعيد ملء رفوف متاجر البقالة أو نقدم الطعام من باب إلى باب".
أضاف الأثرياء "لكن لدينا المال، الكثير منه، الأموال التي نحن في أمس الحاجة إليها الآن، وستستمر الحاجة إليها في السنوات المقبلة، مع تعافي عالمنا من هذه الأزمة "، خاصة أن آثار الأزمة قد تدفع "نصف مليار شخص جديد إلى براثن الفقر".
كان بين من أضافوا أسماءهم إلى الرسالة السير ستيفين تيندال، مؤسس مجموعة Warehouse Group وثاني أغنى رجل في نيوزيلندا، بثروة تقدر بـ475 مليون دولار، وكاتب السيناريو والمخرج البريطاني ريتشارد كيرتس، والمستثمر الأيرلندي جون أوفاريل، وفقاً لما ذكره موقع "مونت كارلو".