قرر الاتحاد الأوروبي تأخير فرض عقوبات على تركيا، الإثنين 25 يناير/كانون الثاني 2021، بسبب "تطورات إيجابية"، في وقت عادت فيه المحادثات بين أثينا وأنقرة بشأن نزاعات بحرية قائمة منذ فترة طويلة.
تأخير فرض عقوبات على تركيا
وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قال، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية، أمس الإثنين: "لم نقرر فرض عقوبات على تركيا اليوم، لأننا نرى أن ثمة تطورات إيجابية".
من جانبه، قال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، في ختام اجتماع مع وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل، إن "المشاكل التي عكرت العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في 2020 لم تعد قائمة اليوم".
بوريل أوضح أن "المحادثات بين اليونان وتركيا استؤنفت ونأمل في أن تستأنف مع قبرص نهاية فبراير/شباط"، وقال: "علينا الاستمرار في هذا النهج للتوصل إلى اتفاق".
في سياق متصل، قالت مصادر دبلوماسية للوكالة الفرنسية إن "جدوى إعلان عقوبات على تركيا التي طالب بها القادة الأوروبيون خلال قمة في ديسمبر/كانون الأول 2020 تسببت بانقسامات، الإثنين، بين الدول الأعضاء، وعقد اجتماع خصص لهذه الغاية تحديداً للتوصل إلى إجماع حول طريقة التعامل".
دبلوماسي أشار إلى أن "القائمة جاهزة، لكن كان من الأنسب عدم صدور إعلان عنها".
كان قادة الدول الأوروبية قد قرروا في نهاية عام 2020 فرض عقوبات على أنقرة لاستمرارها في عمليات التنقيب عن الغاز، لكن تركيا واليونان استأنفتا الاتصالات أمس الإثنين لتسوية الخلافات القائمة بينهما، خصوصاً حول مسألة التنقيب عن الغاز.
محادثات حول التنقيب عن الغاز
ومنذ نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، كثف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المبادرات وبعث بوزير خارجيته مولود تشاوش أوغلو الخميس الفائت إلى بروكسل لإجراء مباحثات مع قادة المؤسسات الأوروبية، الذين رحبوا بخطوة أردوغان.
كذلك وصف بوريل استئناف المحادثات بين أثينا وأنقرة بأنها "خطوة هامة نحو دفع وتعزيز حوارنا وتعاوننا"، وأعرب عن إشادته بـ"الرسائل والإشارات الهامة للسلطات التركية لتسوية توترات العام الماضي مع التكتل الأوروبي".
وأمس الإثنين، انتهت الجولة الـ61 من المحادثات الاستكشافية بين تركيا واليونان لبحث الوضع في بحر إيجة وشرقي المتوسط، وتناولت المحادثات المسائل التي تم بحثها في الجولة الـ60، إضافة إلى الوضع الراهن، والمستجدات الأخيرة، والخطوات الممكن اتخاذها بهذا الصدد في المستقبل، وفقاً لوكالة الأناضول الرسمية التركية.
كانت الجولة الأولى من المحادثات الاستكشافية بين البلدين انطلقت عام 2002، من أجل تحضير أرضية لحل "عادل ودائم وشامل" يقبله الطرفان لمعالجة خلافاتهما في بحري إيجة والمتوسط، وانعقدت آخر جولة منها (60)، مطلع مارس/آذار 2016 بأثينا.
بعد ذلك التاريخ، استمرت المفاوضات بين البلدين على شكل مشاورات سياسية، دون أن ترجع إلى إطار استكشافي مجدداً.
لكن على الرغم من المحادثات بين أنقرة واليونان، وقعت أثينا، أمس الإثنين، مع فرنسا عقداً لشراء 18 مقاتلة "رافال" في إطار مواجهة عروض القوة للقوات التركية في شرق المتوسط.