أعلن البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة ستُراجع اتفاق السلام الذي أبرمته مع حركة طالبان، العام الماضي، ويقضي بسحب القوات الأمريكية من كابول في موعد أقصاه مايو/أيار 2021، معلقة ذلك على مدى وفاء حركة طالبان بالتزاماتها.
وبحسب بيان صادر عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إميلي هورن، فإن مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، قد أبلغ نظيره الأفغاني، الجمعة 22 يناير/كانون الثاني 2021، أنَّ الولايات المتحدة ستراجع اتفاق السلام التي أبرمته مع حركة طالبان.
وأوضح البيان أن سوليفان أكد خلال الاتصال أن "الولايات المتحدة ستفي بوعدها بالشراكة الأمريكية الأفغانية والسلام لجميع الشعب الأفغاني".
كما ذكر المسؤول الأمريكي خلال الاتصال أنّ بلاده ستراجع الاتفاق المبرم مع طالبان للوقوف على موضوعات قطع طالبان علاقاتها مع الجماعات الإرهابية، والحد من العنف في أفغانستان، وما إذا كانت هناك حاجة لدى واشنطن لإجراء مفاوضات ذات مغزى مع الحكومة الأفغانية وأصحاب المصلحة الآخرين.
وأكد سوليفان أن رغبة الولايات المتحدة أن يقوم جميع القادة الأفغان بتقييم الفرص التاريخية للسلام والاستقرار ، مشدداً على أن بلاده تريد حماية المسار الذي اتُّخذ بخصوص موضوعات النساء والفتيات والأقليات الأفغانية.
علاوة على ذلك، أشار سوليفان إلى أنهم على اتصال بالحكومة الأفغانية وحلفاء الناتو والشركاء الإقليميين، لدعم مستقبل مستقر وآمن لأفغانستان.
اتفاق السلام
وفي 20 فبراير/شباط 2020، وقعت الولايات المتحدة اتفاقاً مع طالبان، يُمهّد الطريق نحو انسحاب كامل للقوات الأجنبية من أفغانستان في غضون 14 شهراً، ويمثل خطوة نحو إنهاء الحرب المستمرة منذ 18 عاماً.
وأعلنت الولايات المتحدة، في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، أنها ملتزمة بتقليص عدد قواتها في أفغانستان، من 13 ألفاً إلى 8600 جندي، في غضون 135 يوماً من توقيع الاتفاق، والعمل مع حلفائها على خفض عدد قوات التحالف في أفغانستان على نحو متناسب خلال هذه الفترة.
حيث انخفض عدد الجنود الأمريكيين في أفغانستان إلى 2500، الأسبوع الماضي، فيما يعد أدنى مستوى للقوات الأمريكية هناك منذ عام 2001.
تعثر المفاوضات
لكن المفاوضات التي انطلقت بين الطرفين في وقت سابق حول القضايا الخلافية مثل وقف إطلاق النار وتقاسم السلطة، تسير بشكل بطيء جداً، وتتعرض للكثير من التعثرات.
فالعملية البطيئة لدرجة مؤلمة تهدم الإجماع الأفغاني على أن الحرب في صميمها غير طبيعية، ويجب أن تنتهي، ومن ثمَّ تضر خيبة أمل العامة بفرص إحلال السلام، وتمنح اليد العليا للجماعات المناهضة للسلام، الساعية إلى استغلال ساحة المعركة في تحقيق أهدافها. وفي تلك الظروف تتدخل القوى الإقليمية لتحمي مصالحها بنفسها.
كما أن مستويات العنف في أفغانستان تصاعدت، ما عجّل دعوات دولية لوقف إطلاق النار بين الحكومة الأفغانية وطالبان.
حيث عادت طالبان إلى العنف بشراسة لإثبات قوتها في المناطق البعيدة عن كابول، ولفت انتباه العامة، في قلب الجبال والمناطق الريفية النائية، في محاولة لكسب الأفضلية في المفاوضات، حيث تضاءلت آمال الناس في وقف الحرب اللانهائية، بعد نشوب خلافات حول تطبيق ذلك السلام، حسبما ورد في تقرير لمجلة The Diplomat اليابانية.