أعلنت السلطات العراقية، الخميس 21 يناير/كانون الثاني 2021، سقوط 20 قتيلاً على الأقل في تفجيرين انتحاريين في وسط بغداد، في اعتداء لم تشهد بقوته العاصمة العراقية منذ أكثر من 18 شهراً، إذ وقع التفجير في سوق البالة في ساحة الطيران، التي غالباً ما تعج بالمارة، والتي شهدت قبل ثلاث سنوات تفجيراً انتحارياً أوقع 31 قتيلاً.
فيما قالت السلطات إن معظم القتلى والجرحى من المدنيين، كما أعلنت وزارة الصحة العراقية فرض حالة استنفار قصوى في المستشفيات لعلاج جرحى التفجير.
تفاصيل الاعتداء
قال الناطق الإعلامي باسم القائد العام للقوات المسلحة يحيى رسول "وقع اعتداء إرهابي مزدوج بواسطة إرهابيين انتحاريين اثنين فجرا نفسيهما حين ملاحقتهما من القوات الأمنية في منطقة الباب الشرقي ببغداد، صباح الخميس".
فيما ذكرت وزارة الداخلية وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية، أن التفجيرين تسببا في مقتل 20 شخصاً على الأقل وإصابة 40 آخرين بجروح، وأوضحت الوزارة أن رجلاً فجَّر حزامه الناسف وسط باعة ومارة في السوق، بينما كان عدد من الأشخاص يتجمعون في المكان فجَّر انتحاري آخر نفسه.
وسُمع دوي الانفجار في كل أنحاء العاصمة، وأفاد صحفيون في وكالة فرانس برس في المكان، بوصول عدد من سيارات الإسعاف، بينما انتشر جنود في الساحة بكثافة، وكان عدد منهم يساعدون فرق الإسعاف.
فيما لم تتبنّ أي جهة مسؤولية الاعتداء حتى الآن.
ويأتي الاعتداء في وقت تُناقش فيه السلطات تنظيم انتخابات تشريعية، وهو استحقاق غالباً ما يترافق مع أعمال عنف في العراق.
فيما تقترح السلطات السياسية حالياً إرجاء الانتخابات المبكرة المقرّرة في يونيو/حزيران إلى أكتوبر/تشرين الأول، من أجل إفساح الوقت أمام اللجنة الانتخابية لتنظيمها. ويبقى القرار معلقاً على تصويت في البرلمان لحل نفسه.
اغتيال سليماني يؤزّم الوضع بالعراق
كذلك، يأتي الاعتداء في وقت باشرت فيه الولايات المتحدة خفض عدد جنودها في العراق إلى 2500 عنصر. وعزا وزير الدفاع الأمريكي كريستوفر ميلر قرار الانسحاب لـ"تزايُد قدرات الجيش العراقي".
إذ قال إن هذا التخفيض "لا يعني تغييراً في سياسة الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة وقوات التحالف تبقى في العراق لتأكيد هزيمة دائمة" لتنظيم الدولة الإسلامية.
لكن هذا الانسحاب جاء أيضاً في ظل تصاعُد التوتر في العراق بين مجموعات شيعية موالية لإيران وواشنطن، منذ اغتيال رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب قائد قوات الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، السنة الماضية، في ضربة جوية أمريكية في مطار بغداد.
وتعرَّضت مصالح أمريكية لهجمات، فيما طالب البرلمان العراقي بانسحاب الجنود الأمريكيين، حيث أثار مقتل سليماني توتراً بين أمريكا وإيران، وردّت الأخيرة بقصف مواقع يوجد فيها قوات أمريكية بالعراق، لكن لم تسجل خسائر بشرية بين صفوف جيش الولايات المتحدة.